إن حساد المتنبي قد بالغوا في هجائه وأكثروا من ذكر عيوبه. أما هو، فلم يكن يبالي بهم ولا يكترث لهم. بل كان يعرض عنهم، ولم يتصد إلى هجاء أحد منهم، وإنما كان يذكرهم عرضاً في تضاعيف قصائده التي يقولها في المدح أو في غيره من فنون الشعر. لأن المتنبي لم يكن (...)
أرسل إليّ من خارج العراق كاتب يسألني مرسله: هل تؤمن بزعامة مصر الأدبية للشرق العرب؟ فكتبت إليه الجواب التالي:
إن الزعامة في العلم والأدب لا يمكن أن تكون لقطر على آخر أو لبلد على بلاد أخرى إلا إذا كان للأول على الثاني زعامة في السياسة أيضاً. ذلك لأن (...)
كل من كتب عن أبي العلاء في هذا العصر عزاه إلى التشاؤم، وعزا تشاؤمه إلى فقد بصره، الذي جعله ساخطا على الحياة لا يرى فيها خيرا، ولا يوجس منها إلا شرًّا.
ونحن لا نوافقهم على ذلك، بل نقول: إن كان المراد بالتشاؤم الذي يتهمون به أبا العلاء السخط على (...)