الردع من الناحية الإستراتيجية هو محاولة إقناع الخصم عدم التفكير في استخدام القوة، وليس فقط الإقدام على استخدامها لإدارة حركة الصراع معه، لأن نتائج ذلك ستكون كارثية عليه، بصورة لا يمكن تحملها، قد تصل لدرجة الهزيمة الماحقة والاستسلام المذل. متى تفشل (...)
قبل السابع من أكتوبر 2023، نسي العالم، أو كاد ينسى أن هناك مكاناً في الأرض يسمى فلسطين، وأن هناك قضيةً لشعبٍ اسمه الشعب الفلسطيني. قبل أحداث (7 أكتوبر 2023) بأسبوعين، بالتحديد (23 سبتمبر 2023) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عرض رئيس الوزراء (...)
الحرب، تاريخياً، ليست نزهة ممتعة، ولا حتى رحلة آمنة. الحربُ خيارٌ صعبٌ ورهانٌ غير مضمونٍ، عاقبتها المتوقعة أفدح من غنائمها المحتملة. لكن الحربَ، مع كل ذلك، تُشن من أجل الوصول للسلام. الحربُ والسلامُ، في النهاية: متغيران متلازمان صعب، في كثيرٍ من (...)
في الديمقراطيات الغربية، لا تسقط الحكومات بالمظاهرات والاعتصامات والإضرابات، دعك من التمرد وتدخل مؤسسات القوة الصلبة في الدولة، من شرطة وجيش ومليشيات مسلحة. الحكومات هناك تسقط وتتغير وتتقلد السلطة، بآلية سلمية واحدة (الانتخابات)، بوصفها التعبير (...)
يتحدثون كثيراً عن اليوم التالي لوضع الحرب أوزارها في غزة. ماذا سيفعلون بغزة وما بقي من أهلها، إذا كان هناك من بقي منهم، بعد ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية لأهلِ غزة، وتهجير من بقى منهم حياً خارجها. ولا نجد أحداً يتحدث عن ذلك اليوم في إسرائيل.
يتحدثون (...)
إسرائيلُ دولةٌ عدوةٌ للسلام، تشنّ حروباً على جيرانها.. وتحتل أراضيهم، بدعوى الحدود الآمنة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتبرير اقتطاع أجزاء من الأراضي الفلسطينية لبناء الجدار العنصري العازل، الذي حكمت محكمة العدل، في رأيها الاستشاري (9 (...)
كثيراً ما يُخلط بين المقاومة الفلسطينية وتنظيمات مسلحة تفتقر للتأييد والتعاطف الدولي، وتُلاحق بالعزلة والمقاطعة الأممية. «شيطنة» المقاومة استراتيجية متبعة، لنزع الشرعية الدولية عن أنبل قضية يعيشها ضمير الإنسانية الحر في التاريخ المعاصر، بتعبيرها عن (...)
الحرب في غَزّةَ تقترب من نهاية شهرها الخامس، وقد تدخل شهرها السادس. بل قد تمضي سنتها الأولى، ولم تضع أوزارها، بعد. حربُ غَزّةَ رغم الاختلال الخطير في ميزان القوى بين طرفيها، إلا أن الطرف «الأقوى» يعاني من صعوبة شديدة في حسمها، بينما الطرف الآخر يبدي (...)
الحرب قد تطول لسنوات، بل أحياناً لعقود. حروب البسوس وداحس والغبراء، امتدت لأربعين عاماً. الحربان العالميتان (الأولى والثانية) امتدتا لسنوات. كثيرٌ من الحروب الفاصلة في التاريخ استغرقت ساعاتٍ من نهار، مثل: غزوة بدر الكبرى والقادسية واليرموك وعين (...)
السلام هو غاية حركة التاريخ. في ظل حالة السلام يستطيع الإنسان أن يتمتع بحقوقه وحرياته، وبالتبعية: تزدهر الحياة السياسية.. وتنشط الحياة الاجتماعية.. وتنمو الحياة الاقتصادية.. وتتراكم المعرفة.. وتتطور التكنولوجيا، وتتقدم أخلاقيات الناس وتتهذب (...)
معضلة القوة الأساسية: استسهال اللجوء إليها خارج إمكانات الردع التي تمتلكها. القوة تفشل، عندما يُستخف بقدرات ردعها. هذا يقود للوقوع ضحية إغوائها. اللعب بالقوة، كاللعب بالنار، تختلف سهولة إشعالها عن احتمال السيطرة عليها، دعك من إخمادها. القوة، أيضاً، (...)
كل دولة في العالم تواجه تحديات البيئة الخارجية، التي بطبيعتها ليست مضيافة أو صديقة. بالعكس، البيئة الخارجية، في الغالب: خطرة وعدائية، تسودها الفوضى وعدم الانضباط والانفلات السلوكي، تحكمها مصالح الدول وتقلبات مواقف سياساتها الخارجية، ليس بالضرورة قيم (...)
الحروب الفاصلة في التاريخ، مثل الحروب الكونية، تقوم على المعادلة الصفرية: نصرٌ حاسمٌ لطرف وهزيمة ٌماحقةٌ للطرفِ الآخر. مثل هذه الحروب، لا تحتمل هُدناً.. أو تعليقاً لحالة الحرب.. أو شكلاً من أشكال التفاوض، لوقف القتال أو إنهائه، بل استسلام، بدون قيد (...)
زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المنطقة (4 -11 يناير الحالي). بدأ بلينكن زيارته بتركيا وأنهاها بمصر، وشملت الزيارة: قطر والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، والسلطة الفلسطينية في رام الله.
طبعاً: الوزير (...)
الاعتقاد بأن الحرب في غزة محدودةً بساحة المعركة الضيق لملحمة طوفان الأقصى، إنما يختزل الأزمة بما لا يعكس حقيقة الاختراق الاستراتيجي، الذي حدث في السابع من أكتوبر 2023. كذلك، من يعتقد: أن آثار حرب غزة، عندما تضع أوزارها، تتوقف على ما تسفر عنه من (...)
الإقليم عنصر أساس من عناصر الدولة. هو تلك المساحة التي تشغلها الدولة من سطح كوكب الأرض، وغلافها الجوي. جغرافياً: معظم دول العالم يشتمل إقليمها على جزء يابسة وآخر مائي. هناك دول تسمى، إقليمياً، دولاً داخلة، تلك التي لا يشتمل إقليمها على مسطحات مائية (...)
بعض من يُطلق عليهم «الليبراليون العرب»، لا يستندون في «أيديولوجيتهم» لخلفية ثقافية أو مرجعية فلسفية محددة. حتى مواقفهم السياسية، لا تنتمي لأصوليّة مذهبية وأخلاقية رائدة. هُم، ينطلقون من قيمٍ تغريبية مزيفة، عديمة الصلة بخلفية العرب التاريخية (...)
في مجتمعات الغرب، هذه الأيام، تُجرى مراجعة جذرية لليبرالية، قيماً وحركة. هناك حِرَاكٌ، إن لم نقل: صراعٌ مجتمعيٌ، بين الجماهير العريضة، خاصةً الشباب، والنخب السياسية، في تلك المجتمعات. لقد اكتشفت مجتمعاتُ الغرب، مؤخراً، أن هناك فجوة غائرة تنضحُ (...)
تاريخياً: مرت استراتيجية الأمن وإثبات الوجود الإسرائيلية بثلاث مراحل ردع رئيسية. في البداية، عند قيام الكيان بموجب قرار التقسيم رقم: 181، لسنة 1948، ركزت إسرائيل خطتها الدفاعية، بالأحرى العدوانية، على محيط حدود الكيان اللصيقة، لتحقيق هدفين (...)
معركة العدوان على غزّة.. وملحمة التصدي الشجاع الذي تخوضه المقاومة الفلسطينية، تجاوزت ساحة القتال الجغرافية، لتطال المعمورة بأسرها. المعركة الإعلامية، المصاحبة للقتال، تحمل في طياتها إرثاً تاريخياً لصراع الشرق والغرب، بكل أبعاده الدينية والإنسانية (...)
الحركة الصهيونية، مع عنف وسائلها.. وكرهها المتأصل للسلام، هي في الأساس: فكرة «رومانسية»، تجافي الواقع.. وتتحدى المنطق، والأهم: حركة «رجعية»، تمضي في اتجاه معاكس لمسيرة حركة التاريخ. من ناحية أخرى: إسرائيل «الدولة»، هي ثمرة فكرة الصهيونية الرومانسية، (...)
الغربُ يتباهى بأنظمة حكمه الديمقراطية، وإن كان «تواضعاً» من الناحية الأكاديمية على الأقل، يعترف بقصورها وافتقارها للكمال رشداً، وليس بالضرورة أسوةً وقدوة. يُعْزي الغربُ تفوق أنظمته الديمقراطية للقيم الليبرالية، التي تحد من سلطة الحكومة.. وتعلي من (...)
في الأساس: القانون الدولي مخاطبةٌ به الدول، تُحَّدَدُ فيه التزاماتها، كمقدمةٍ، للتمتع بامتيازات العضوية في المجتمع الدولي، صوناً لسيادتها. حب الدولة للسلام من أهم التزامات عضويتها في مجتمع الدول. حب السلام يتطلب التزام الدول بالطرق والوسائل السلمية (...)
توازن الردع الاستراتيجي، آلية لحفظ السلام والحفاظ على الاستقرار.. والأهم: منع نشوب الحروب. الدول تتردد في اللجوء لخيار الحرب، خشية الهزيمة، لا تطلعاً للنصر، بالضرورة. تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي لتفادي الحرب، لا يكون إلا بإقناع العدو أو الخصم، أنه: (...)
للحرب لغتها، عندما تتعطل سبل التواصل بين أطرافها. للحرب، أيضاً دورها التاريخي، في صناعة السلام.. واستدامة الحياة على الأرض، وعمارة الكون: بتلاقح الثقافات.. وتراكم المعارف.. وتعاقب الحقب والعهود، وتطور الحضارات.
بدايةً: الحربٌ ليست غايةً، في حد (...)