عندما نتحدث عن الأقنعة كان لابد من تصنيفها…أقنعة للخدع والمصالح ومآرب أخرى وأقنعة لحفظ الود ! يضطر الكثير لوضعها وتحمل ثقلها لأجلك…. ولأننا نحب المسافات الطويلة بيننا وبين الحقائق والحقيقة . نصف كل من يلبس القناع بالأذكياء اجتماعياً !! ونحب أن نعيش خادعين أو مخدوعين !! لأن المواجهة قاسية ، ولأن الطريق للتغير طويل ، ولأن الناس لا تعرف ما تحمل من قوة وما تحمل من إبداع، فرحلة الغوص في الذات ليست أمراً هيناً ولا صورتها بالشيء البين .. فهي صورة شكلتها آراء الناس والمواقف ! فندفن فينا ! ولا يصدق أحد صوته . الأمر لا يتوقف هنا ، أقصد على الفرد فقط بل ينتقل للأسرة فحتى تكون أسرة رائعة كان لابد أن يكون أحد الأفراد يحمل قناعاً … أي أن يكون كاذباً أو مخادعاً … ليس في الضرورة كل الأسر وليس في الضرورة كل الأفراد ولكنه واقع يفسر عشرة آلاف صك طلاق في شهرين ، عشرة آلاف قناع يسقط!!! لأن الأسر الرائعة سريعة السقوط . ولا تستمر إلا الأسر المتعبة المعذبة ؛ لأنها اعتادت الألم ، وصار جزءاً من يومها ، ولا تثريب على المحاربين القدامى… الذين ورثونا الحرب . من يرفض الأقنعة ؟ السؤال صعب ؛ لأن الإجابة صادمة …. يرفض الأقنعة صنفان… *الأصدقاء الحقيقيون….لأن علاقتهم الجزء الأكثر أمناً في الحياة ، فيها الإنسان غير مضطر للتغير أو التلون أو التجمل … يقبله ويقبل الآخر بكل مافيه ..علاقات عفوية سطحية عميقة قصيرة وطويلة المدى ..لماذا ؟ لأن المسؤوليات والحسابات بينهم خالية تماماً .. البطولات والمواقف بينهم فطرية تشبه علاقة الأطفال .. * الصنف الآخر ، وهم الأشرس في العلاقات والمواقف ، لا يحب الأقنعة ؛ لكنه لا يعرف كيف يتحدث كإنسان..يمزق بكلماته كل محاولة للبقاء في عين من أمامه ، يرمي الجحيم فوق رأس كل من حوله ، ولا سبيل إلا الاحتراق . نتساءل: لماذا هذا كله ؟ لما لا نحمل القوة الكافية للعيش والتقبل والفهم ؟ لما نحاول تغيير كل من نصادف أو نعيش معهم ؟ لما ندفع الكثير لخداعنا حتى نقبلهم؟ هل نحتاج في كل علاقة عهداً كعهد الأصدقاء؟