على الرغم من الوعود المتكررة بإيجاد حلول جذرية لمشكلة المستنقعات التي تشهدها ضاحية الملك فهد بالدمام منذ سنوات والتي حولت حياة سكانها إلى معاناة مستمرة، إلا أن الواقع يؤكد أن المشكلة كما هي بل تضاعفت نتيجة عدم قدرة شوارع الضاحية على استيعاب كمية المياه التي تنتشر بها. وقد يبدو للوهلة الأولى عند زيارتك للضاحية وكأن إعصارا بحريا اجتاحها على الرغم من أنها ليست بالقريبة من الشاطئ، فلا يكاد تقع عيناك على شارع داخل الضاحية إلا وتجد المياه تحاصره. وخلال جولة ميدانية ل«اليوم» حاولنا أن نرصد فيها عدد المسطحات المائية داخل الحي الا أن الشوارع التي أفسدتها المياه وتسببت في هبوط بعضها وتكون الحفر في البعض الآخر حالت دون تمكننا من زيارة كافة الحي. حلول بدائية ساكنو ضاحية الملك فهد في معاناة يومية، البعض منهم لجأ لأن يعكس السير بمركبته خوفا عليها من أن تسقط في حفرة مطمورة بالمياه، وعلى الجانب الآخر لجأ بعض السكان لأن يضع صفيحة من الخشب أو المعدن أمام فناء منزله لكي يتمكن من العبور دون أن تتبلل ثيابه، وعلى جانب آخر نمت نباتات على ضفاف بعض تلك التجمعات المائية، ما يدل على أنها ظلت لفترات طويلة دون تدخل من الجهات المسؤولة. مجموعة من قاطني الحي أبدوا ل«اليوم» انزعاجهم من الحال الذي وصلت إليه الضاحية، كما أبدى بعضهم قلقهم من أن تشكل هذه التجمعات وباء لسكان الضاحية في حال عدم إيجاد حل لها بشكل سريع. كثافة عالية المواطن عائض الحارثي أحد سكان الضاحية يقول: الضاحية تحتوي على كثافة سكانية عالية ويتوزع سكانها على حوالي 14 حيا، وجميع تلك الأحياء تعاني من التجمعات المائية، وبالنسبة لي فقدت الأمل ولجأت للبجث عن منزل خارج الضاحية لأنها لم تعد صالحة للعيش بسبب هذه المياه التي تسببت في الأمراض للأطفال، كما أصبحنا في حالة قلق من أن يخرج أطفالنا بمفردهم ويغرق أحدهم في هذه المياه القريبة من المنازل، مما دعاني للبحث عن منزل بحي العروبة وسوف أنتقل إليه عما قريب. خسائر مادية من جهته روى المواطن محمد الفايز أحد سكان الضاحية المعاناة التي مر بها خلال الشهر الماضي، حيث يقول تعطلت سيارتي بسب المياه المتجمعة في الشوارع ولا يكاد أحد من سكان الحي إلا وقد تعرضت مركبته للعطل بسبب المياه المتجمعة طوال السنة. تزايد المياه ويقول المواطن أحمد الصقر إن هذه المياه هي مزيج بين مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي وهي متواجدة على طول السنة في الحي وتزداد عند هطول الأمطار، وتدخل الأمانة لحل المشكلة ضعيف ولا يكاد يذكر خصوصا في هذا العام، حيث إنها في العام الماضي حاولت أن تسحب بعض التجمعات إلا أنه في هذا العام عملها لا يكاد يذكر، وأبرز ما تسببت به هذه التجمعات هو انتشار الحشرات والقوارض والخسائر المادية التي يتعرض لها سكان أحياء الضاحية، فقد تعطلت سيارتي خلال الشهر المنصرم بسبب المياه المتجمعة في الشوارع وقد خسرت 4000 ريال قيمة إصلاحها بالإضافة إلى ما سببته هذه المياه من تواجد للفئران والقوارض بالمنازل القريبة منها، والجراثيم التي تنقلها هذه المسطحات المائية. معالجة التجمعات من جهته اكتفى متحدث أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان بقوله: «تنفذ الأمانة العديد من البرامج الخاصة بالضاحية ومنها معالجة تجمعات المياه وخاصة بعد هطول الأمطار وكذلك رش المبيدات الحشرية اللازمة لهذه التجمعات هذا بالإضافة إلى البرامج التي تنفذها الأمانة في سفلتة ومعالجة بعض الطرق بالضاحية» وذلك ردا منه على استفسارات «اليوم».