يعد النحت أحد الفنون التجسيدية التشكيلية القديمة، الذي يرتكز على تجسيد فكرة ما لمجسم ثلاثي الأبعاد، عن طريق النحت في الصخر، أو الخشب، أو المعادن والمواد الأخرى، وهو ما اشتهرت به حضارات قديمة كالفرعونية والرومانية واليونانية، حيث استطاعوا أن يسجلوا العديد من القصص والحكايات من خلال منحوتات أثرية أكدت مدى التطور الذي كانوا يمتلكونه في مجال النحت. لغة عالمية في البداية أوضح النحات خليل المدهون أن ما يميز فن النحت عن غيره أنه فن راقٍ، متحدث، يفهمه الجميع كلغة عالمية لا تحتاج لترجمة، متميز بخاماته وصعوبة العمل عليه، وهذا هو السبب الرئيسي لقلة النحاتين حول العالم، فهو يستلزم الصبر وتكبد المشقة، وغالبًا ما نراه يوظف في فن العمارة والحدائق، إضافةً للمنتزهات والفنادق، فأصبح مصادقًا للبيئة. وعن الفرق بين الممارس والمتعلم لفن النحت، فمن وجهة نظر المدهون أن أغلب الدارسين يمارسون أكثر من فن واحد، وتختلف نتيجة المنحوتات بين الممارس والمختص، فالهاوي يحب التقليد ولكن يجهل نقاط ضعفه، أما المختص فيتعلم على أكثر من تقنية وأكثر من أسلوب ومدارس. محدودية الدعم فيما عبرت النحاتة مي القاسم عن تجربتها قائلة: بدأت بالنحت قبل 7 أشهر تزامنًا مع تدريبي في سنة الامتياز، فكنت أدرس أمراض الجسم الإنساني وأنحت أعضاءه، فجمعت بذلك بين ممارسة مهنتي وميولي الفني، فيما أضاف لي النحت كثيرًا، فمنه تعلمت الصبر والجرأة في أي فكرة أو خطوة اتخذها في حياتي. وأشارت القاسم إلى محدودية الدعم المقدم للنحاتين في المملكة، إذ يعاني النحاتون من عدم وجود متاحف ومعارض تحتضن أعمالهم، إضافةً إلى قلة توفر أدوات النحت. وعن ما يميز فن النحت عن غيره من الفنون، بينت الفنانة التشكيلية دعاء العامر أن الإحساس بالمواد التي يتم نحتها من خزف أو طين أو خشب أثناء العمل يعطي شعورًا بالقوة والجمال، مشيرة إلى أن أهم المصاعب التي تواجه النحات تتمثل في قلة توفر الأفران، وصعوبة الحصول على الأدوات المعدنية بخلاف الخشبية، فيلجأ النحاتون إلى استيراد الأدوات المطلوبة من الخارج. وأضافت العامر: «سمعت أن هناك جهات تهتم بفن النحت لكنني مع الأسف لم أستطع الوصول لأي منها، وحاولت التواصل مع عدة مراكز، منهم من رفض إتاحة الفرصة لأعضاء جدد، وآخرون لم تصلني منهم إجابة، لكن حسب معرفتي هناك أعداد كبيرة تتعلم فن النحت، وأتوقع لفن النحت مستقبلًا واعدًا».