منذ نشوء العلاقات السعودية الباكستانية وهي تشهد تطورا ملحوظا في كل مجالات وميادين التعاون بين البلدين الصديقين، فهي علاقات يمكن وصفها بالتاريخية والاستراتيجية، ولا شك أن المباحثات الرسمية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وأخيه فخامة رئيس وزراء جمهورية باكستان الاسلامية بقصر السلام بجدة، أمس الأول، تناولت أوجه التعاون المستمر بين البلدين الصديقين لما فيه تعزيزها ودعمها في مختلف القنوات التي تصب كلها فيما يعود على البلدين والشعبين بخيرات وافرة تجنى ثمارها من خلال شراكات التعاون القائمة من أجل ترجمة سائر العلاقات الودية والأخوية السعودية الباكستانية الى مشروعات مشتركة ذات فوائد جمة للبلدين. ولا شك أن الأحداث الاقليمية والاسلامية والدولية التي تمور في العالم استدعت من القيادتين السعودية والباكستانية الوقوف أمامها وتبادل وجهات النظر حيالها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأوضاع باليمن، والتدخلات الايرانية السافرة في شؤون المنطقة، والوضع في أفغانستان، وغيرها من المسائل والقضايا التي تهم البلدين وهما يسعيان لحلحلتها وايجاد المخارج المأمونة والكفيلة بتسويتها بما يضمن استقرار وأمن وسيادة دول المنطقة والعالم، وكيفيات التعامل مع تلك القضايا الشائكة هو ما دار بين القيادتين للوصول الى رؤى متقاربة ومتطابقة ومتجانسة حيالها. ولعل من يتابع أوجه العلاقات السعودية الباكستانية منذ نشأتها يدرك تماما أن الارادة المشتركة بين القيادتين تؤكد على أهمية دعم تلك العلاقات وتجذيرها بين البلدين من جانب، وتؤكد على أن الرؤى السياسية حيال سائر القضايا المطروحة على بساط البحث بين القيادتين لها طابع التجانس والتوافق، فالتطور الملحوظ على ما يربط البلدين والشعبين له أهمية خاصة سعت القيادة الباكستانية لمضاعفته، وكذلك فان المملكة حريصة أشد الحرص على تطوير تلك العلاقات لما فيه خير البلدين والشعبين. وتتمتع المملكة وباكستان بأثقال سياسية يمكن استخدامها للمساعدة في حلحلة الأزمات والصراعات القائمة في كثير من أمصار وأقطار العالم لاسيما الدول الاسلامية، حيث تحرص المملكة وباكستان على نشر مبادئ السلام والاستقرار ونزع فتائل الخلافات الطاحنة في ربوعها كما هو الحال في أفغانستان وغيرها من الدول، ويهم القيادتين السعودية والباكستانية وضع حدود قاطعة وحاسمة لظاهرة الارهاب التي تفشت في كثير من الأقطار الاسلامية والعمل على احتوائها من جذورها وصولا الى الاستقرار المنشود في كافة الدول العربية والاسلامية والصديقة.