بدأ الآلاف من المقاتلين الاكراد بالانسحاب من خطوط المواجهة مع داعش، والتوجه لقتال القوات التركية في عفرين بشمال سوريا، ما يجعل انتصار القوات التركية اكثر صعوبة ودموية، نظرا للخبرات التى اكتسبتها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن خلال 6 سنوات من القتال ضد تنظيم داعش الارهابى. وقالت صحيفة «الاندبندنت» فى تقرير لها: «ان المواجهة المنتظرة بين وحدات حماية الشعب الكردية والقوات التركية في عفرين ربما تكون الاكثر دموية على الاراضي السورية». وفي حقل بجانب محطة مهجورة للسكك الحديدية بالقرب من الحدود التركية فى الشمال السورى، يعيد المقاتلون الاكراد تنظيم صفوفهم والتدريب لمواجهة الهجمات الجوية التركية. ونقلت الصحيفة عن القائد الكردي لوحدات حماية الشعب الكردي روجفا قوله: «كنا نقاتل تنظيم داعش كجيش نظامى بمساعدة غطاء جوي امريكي، لكن الان نحن الذين نتعرض للهجوم الجوي التركي وعلينا ان نحارب مثل الميليشيات». ويستعد القائد روجفا ووحدته العائدون من مهمة قتالية ضد تنظيم داعش استمرت 45 يوما في محافظة دير الزور بشرق سوريا، لتلقي الاوامر بالتوجه لمواجهة الجيش التركي في عفرين الكردي. وتقول انقرة: «ان هدف عملياتها في عفرين هو القضاء على المقاتلين الاكراد الذين تعتبرهم ارهابيين»، وتطالب واشنطن بعدم تزويدهم بالسلاح ما تسبب في توتر العلاقات بين واشنطنوانقرة. واضاف روجفا: «نحن مسلحون بشكل رئيسي بالاسلحة الخفيفة مثل الكلاشينكوف وقاذفات القنابل الصاروخية (ار بي جي) والمدافع الرشاشة الخفيفة، لكننا سنقاوم حتى النهاية مهما حدث». وتتوجه القوات الكردية وحلفاؤها من الوحدات العربية إلى الشمال من شرق الفرات، حيث كانت تجري المواجهات مع داعش، في محاولة لوقف التقدم التركي في عفرين، وقد غادر حوالي 1700 من العناصر العربية تجاه عفرين الثلاثاء الماضي، ما دفع تركيا لمطالبة الولاياتالمتحدة بوقفهم. وقد مضى على الغزو التركي لعفرين 7 اسابيع، بينما يتقدم روجفا ومقاتلوه ببطء للحصول على بعض الراحة بعد عودتهم من جبهة داعش، ولكن الاستراتيجية التركية تتمثل في السيطرة على المناطق الريفية المحيطة بعفرين بطريقة ممنهجة، تمهيدا لحصارها والسيطرة على مناطقها السكنية. والمعركة القادمة في عفرين ستكون مدمرة واكثر دموية من المعارك التى تجري في الغوطة الشرقية او التى وقعت في الرقة او شرق حلب.