شعب فاصل. شعب زاحف. شعب مهوي. من هو ذلك الشعب الموصوف بأقبح الصفات التي تدل على أنه خارج السيطرة. سيطرة نفسه على نفسه وسيطرة المجتمع عليه وسيطرة الفكر السليم. ذاك الشعب للأسف هو نحن أنا وأنت وكل الأمهات والآباء والإخوة والأخوات هو كيان كامل فيه من المحامد ما فيه وفيه من العيوب ما فيه شأن كل تجمع بشري. غير أنني لم أشهد شعبا أعاب على نفسه كما نعيب اليوم نحن على مجتمعنا وهي معايب لا تمثل إلا سوطا نجلد به ذواتنا آناء الليل وأطراف النهار وبكل الوسائل الممكنة. هذا الأمر لن يكون ظاهره كباطنه. فهو عمل وان استخفه بعضنا. إلا أنه يشكل نقطة خطر لا يستهان بها فقد استغلها بعضنا واستغلها غيرنا في الخارج. اسأل الله ألا يريهم فينا إلا ما يسوؤهم لا ما يسرهم. لقد انقسم الشعب على نفسه فمنهم من يجد ضالته في السخرية والتهريج ومنهم من وجد ضالته فيما اعتبره جادا. فيه من الظلم والجور ما فيه ولهذا وجدنا من يضحك ويضحك الناس ومن يتباكى ويبكي الناس على المظالم المدعاة. بالأمس مرر مقتطف تلفزيوني لسيدة تقول إنها أم عبدالله القحطاني وتشكو مظلمة الدولة لها في قناة لا اعرف من يديرها ويتحكم بها سوى أن الظاهر هو عداؤها التام للمملكة العربية السعودية. تلك المرأة استشهدت بأبيات ورد في كلماتها رفاق .. وفاق وذلك في معرض محاولتها البائسة لإدعاء باطل. المؤسف أن هناك من يصدق وينشر ويعلق. محذرا ومنددا من شر مستطير يحيق بالناس. دون أن يسأل نفسه من تكون تلك المرأة وهو لا يعرف لها اسما ولا رسما ولو بحثت ستجد مئات الاشخاص يحملون اسم عبدالله القحطاني. ولا تدري هل من بينهم ذلك الذي تدعي تلك الأفاقه بنوته. ومن يكون هل هو إرهابي واضح العمل أو إرهابي يتخفى تحت ستار الدين والوعظ والصلاح والإصلاح. لقد اختلط الحابل بالنابل فاليوم يسخر الجميع ممن نادى بنداءات دينية متنطعة وغدا يبكون عليه ويدعون لنصرته والذود عنه وهم لا يدرون ما خلفيته وما اهدافه ولا يعرفون مسار الجهات الأمنية معه ومع أمثاله فكل ما في الأمر تكهنات وصيحات مجلجلة لا تمثل إلا قولنا (مع الخيل يا شقرا) ومعاهم معاهم وعليهم عليهم. لا أدري إن كنتم توافقونني على هذه المخاوف التي تتزايد يوما بعد يوم ضد الإنسان السعودي الذي به يبنى الوطن ويستمر أيا كان حجم العثرات التي نواجهها. ألا توافقون أننا يجب أن نمتنع عن التلاعب باستقرارنا وأمننا من أجل ضحكة لا تستمر لثوان معدودة. ألا توافقون أن الطريق الأمثل للقضاء على كل هذا لم نتفق عليه بعد ويجب علينا أن نحرص على الاتفاق عليه.