بلا شك لا مقارنة تماما فى جاذبية وساحرية الشاشة التلفزيونية عن الصحيفة الورقية صورة وصوتا وحركة، وكثيرا ما تمنيت ان اضع لجمهور القراء هنا بعض المقاطع الكلامية المثيرة حقيقة التي تحدث بيني وبين البعض من مسؤولي الأجهزة على هامش ما اكتب هنا من انتقاد وملاحظات على ادائهم من وقت لآخر على غرار الشغلات الوناسة التي تعرض فى مقاطع برومو الفضائيات هذه الأيام على لسان ثوار الشوارع العربية ورؤساء الأنظمة والتي جذبت الكثير من الجمهور للسياسة.. ما علينا، المسألة ببساطة لفتني منذ فترة تواصل كبار تنفيذيّي الأجهزة لدينا مع الكاتب مباشرة وتحاشي الرد فى الصحيفة او من خلال جهاز العلاقات العامة كما جرى العرف.. وإن كنت اعتقد انها توجّه صحي وطيب للحوار وتبادل وجهات النظر فيما بين كاتب الرأي والمسؤول ويخدم البلد فى النهاية ،إلاّ انه يجب ان لا يكون ذلك على حساب الرأي العام وحق الناس فى معرفة مواقف المسؤولين ووجهات نظرهم حيال هموم الناس ولا على حساب حصول الإعلام على المعلومة الموضوعية والتي تخدم صناعة القرار فى البلد.. انا مع التواصل الشخصي ولكن هذا لا يعفي الجهة من تنفيذ موقفها والكشف بشفافية عن تعاطيها مع هموم الجمهور وقضاياه فالمسألة هنا مسألة رأي عام لا خلاف شخصي او سوء فهم ليصحح بين سين وصاد من الناس. هؤلاء المسؤولون عندهم مشكلة عضال تتمثل فى عدم قدرتهم على الفصل بين أسماء عوائلهم والأجهزة التي يرأسونها وهذا أخطر مرض ممكن أن يدهور أي جهاز فى البلدما يهمكم اعزائي انني فى اليومين الفارطين تلقيت مكالمتين هاتفيتين من مسؤولين كبيرين فى جهتين تناولت مشكلاتهما فى الأسبوعين الماضيين، كلاهما يتصور انني متحامل على الجهاز واسمع من طرف واحد وعلي أن أتأكد من مديري مكتبيهما قبل ان اكتب حرفا واحدا لأتبين الحقيقة ولا اسيء للآخرين.. وهنا بيني وبينكم كم كنت اتمنى ان لدي مساحة لأستعرض مقولات رشيقة وردت فى حواري مع الرجلين لا تختلف كثيرا عن عبارات الشارع العربي الثائر هذه الأيام ومقولات الزعماء الممتعة جدا.. احدهم توّج مكالمته بعبارة (ياسلام والله شكلك تفهم فى كل الاختصاصات) والثاني شاورني بعبارة (إلاّ ليه ماتجي تقعد على كرسّي هنا وتمارس نظرياتك مثل ماتبي).. ويعلم الله انني لم اتمالك نفسي من الضحك اتدرون ما اسوأ اكتشاف توصلت اليه، إن هؤلاء المسؤولين عندهم مشكلة عضال تتمثل فى عدم قدرتهم على الفصل بين اسماء عوائلهم والأجهزة التي يرأسونها وهذا اخطر مرض ممكن ان يدهور أي جهاز فى البلد إذا البني ادم ما يفرق بين مكتسباته الخاصة ومكتسبات عامة للمجتمع.. ويا ألطاف الله والسلامة السلامة.. [email protected]