منتدى المعلمين الدولي، تظاهرة تعليمية دولية احتضنتها رياض الحب وعاصمة القلوب، وقادها نخبة من النماذج الوطنية في التعليم، فلا غرابة أن يكون الوزير حاضرا بنفسه للقاء التعريفي، ومحفزا للجميع في الافتتاح، وراعيا للكرنفال الختامي. لذا، تُشكَر وزارة التعليم الموقرة على هذه البادرة، والتي ستتطور نحو الأفضل، فمهما تعددت السلبيات طغت الإيجابيات عليها وبشهادة الجميع. كلنا نعلم أنه أول منتدى دولي في المملكة يستهدف المعلم بذاته، مما يؤكد لنا أن هنالك توجها قياديا لرفع كفاءة المعلم، ورسم برامج تعتني به، ويجد خلالها أدوات ونماذج وتجارب حديثة، تمكّنه من تطوير نفسه، ورفع مستوى قدراته. استعرضت نماذج من تجاربي في بعض ورش المنتدى، مثل مشروع: تعلم الأبناء بشراكة الآباء، ومشروع الوفاء لرموز البذل والعطاء، ولم أُفاجأ بعدم وصول تلك التجارب إلى بعض الزملاء داخل المنطقة التعليمية، قد يكون لتقصيرنا رغم نشرنا لها في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤكد أننا بحاجة ماسة إلى مثل هذه المنتديات على مستوى الإدارة، لنشر التجارب وتبادل الخبرات بين الزملاء المعلمين. أحيانا لا نسعى إلى الإطلاع على تجارب الآخرين، وقد نكون خارج دائرة الأحداث، وهذا أمر غير جيد، لذا يجب أن يكون أفقنا واسعا قدر الإمكان. نحن اليوم بحاجة إلى منتديات مصغرة داخل الإدارات التعليمية، تحاكي منتدى وزارة التعليم لنستفيد من النماذج المميزة خارج الإدارة وداخلها، ونظهر خلالها أبرز التجارب على مستوى الإدارة التعليمية، ويطعم المنتدى بجلسات رئيسة من قيادات الوزارة والإدارات التعليمية. كم تمنيت أن تستثنى بعض النماذج المميزة من شرط الخدمة، ويكون لهم في المنتدى حضورا كخبراء ينثرون العطاءات، ويختصرون المسافات، لنشر الخبرات للزملاء والزميلات. جوائز التميز حصدها كثير من النخب، سواء على المستوى الدولي أو المحلي، لم تكن ملفاتهم التي تضمنت معايير الجوائز عبثا يهمل، بل كانت كنزا يجب أن يكون مفيدا للميدان، وتحضر تلك النماذج ضمن الخبراء. كلنا نعقد الآمال في أن نحظى جميعا بلفتة كريمة من وزارتنا لإتاحة الفرصة لنا مثل الزملاء في برنامج خبرات، حتى وإن وضعت آلية برفع ملخص أوراق عمل للتجارب والتعريف بصاحبها، حتما سنجد نماذج مضيئة خارج دائرة خبرات والتميز، تنتظر الفرصة لتتقدم نحو المشاركة. المعلم السعودي نموذج رائد يستطيع تجاوز التحديات. فقد أثبتنا جميعا -وبشهادة الخبراء الأجانب- أننا على قدر كبير من التميز والكفاءة، وسنسعى بقوة إلى تجويد عملنا والارتقاء بتعليمنا نحو آفاق التميز، وسنسهم في تحقيق الرؤية الوطنية، وسنسعى إلى أن نكون على قدر ثقة قيادتنا ووزارتنا، بإذن الله. شكرا معالي وزير التعليم، كذلك نثني بالشكر على اللجنة المنظمة بقيادة الدكتور سالم المالك، ودعم ووجود الدكتور محمد المقبل، والدكتور أحمد قران، ونثني بالشكر على كل من سعى إلى إنجاح هذه التظاهرة والبادرة المميزة، والتي ستكون نقطة انطلاق لتتكامل مع الخبرات الدولية في استنهاض الهمم نحو القمم، بإذن الله.