عام يقبل وعام يمضي، وكل عام وطننا يزخر بأمجاده وتاريخه، وكل يوم وعشقنا الفطري يتغنى في أرواحنا مثل لحن الخلود، فحماك الله يا دولة التوحيد ويا قبلة القداسة ومهد الأنبياء وأصالة العروبة، فبوطن العز يفخر أبناؤه، ولأجل رفعته يجتهدون ويسيرون بخطى واثقة نحو المستقبل المشرق. اليوم الوطني هو دلالة رمزية في قلب كل مواطن عن الانتماء لهذا الوطن الشامخ المستوطن في قلوبنا، فهو ذكرى لذلك اليوم العظيم الذي ولد به هذا الكيان القوي، كيان الدولة الطموحة والحالمة التي استطاعت أن تسابق الزمن في فترة يسيرة، وأن تحجز لها أمكنة مرموقة في العالم وعلى كافة الأصعدة، السياسية والأمنية والدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية. في عمق ذاكرتنا الوطنية والثقافية يرتبط الشعب في وعيه وباطنه بذكرى المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، هذا العظيم الذي تمكن وبجهود جبارة قدمها وبذلها بسخاء نادر وعطاء عبقري، ابتداء من خروجه من الكويت لتحرير الرياض، حتى وفاته، رحمه الله، كما يرتبط الشعب ثقافيا بأولئك الرجال المخلصين من أبناء الوطن الشرفاء الذين حملوا على عاتقهم أمانة الوطن، وأدوا رسالتها على أحسن ما يكون، وسطروا سيرهم العطرة في سجلات الخالدين. في هذا اليوم المبارك، تعج الذكريات الفياضة والغامرة بعشق الوطن، وتسترجع ذكريات الملوك العظام الذين خدموا هذه البلاد وأفنوا أعمارهم في بناء لبنات هذا الصرح الشامخ، ولكل واحد منهم قصة كفاح وسيرة زاخرة في المسيرة الوطنية من الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، تغمدهم الرحمن بواسع فضله ورضوانه، فلهم منا الوفاء بذكراهم العطرة وسيرهم الوطنية ومواقفهم المشرفة التي لا ينساها الشعب. كما يستلهم الشعب من اليوم الوطني اعتزازه الكبير بقائد مسيرة البلاد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، هذا القائد الذي تربى في كنف والده وأخذ عنه سمات القيادة والعبقرية في الإدارة والريادة، فكانت المسؤوليات الجسام توكل إليه وهو في مقتبل العمر إبان إمارته لمنطقة الرياض، وكان الحازم الحاسم في القرارات التي بوأت الرياض واحدة من أجمل وأكبر وأرقى المدن الخليجية والعربية، فأيده البارئ وحفظه في حله وترحاله. كما يستلهم الشعب من اليوم الوطني اعتزازه وفخره بولي عهده الشاب الطموح الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، صاحب العمل الدؤوب، والإنجازات المتلاحقة.