دعا وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، الأممالمتحدة ومبعوثها لدى اليمن مارتن غريفيت، إلى الضغط على ميليشيات الحوثي، وإخراجها من مدينة «زبيد» التاريخية، المدرجة على قائمة منظمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» عام 1993، والمصنفة عام 1998 ضمن المدن التاريخية العالمية. وتأتي دعوة الوزير اليمني بعد قيام الميليشيا الحوثية بزراعة آلاف الألغام في المدينة التاريخية ومحيطها، في خطوة قد تؤدي إلى محو جزء أصيل من تاريخ اليمن العريق، خصوصا مع اقتراب قوات الجيش اليمني من المدينة التي تعد ثاني أكبر مدن محافظة الحديدة، وتواتر الأنباء بأن عملية اقتحامها ممكنة في أي وقت. وكان المتحدث الرسمي باسم قوات «ألوية العمالقة» مأمون المهجمي، أن مدينة زبيد هي الهدف المقبل لعمليات ألوية العمالقة، لافتا إلى أن عملية التحيتا قطعت كل خطوط إمداد الحوثيين بين التحيتا وزبيد، مضيفا «أن الميليشيات تستخدم أسلوب حرب العصابات، لكنها فشلت في كل محاولات الاختراق بعد تحرير مركز التحيتا». صمود تاريخي يخشى سكان المدينة من تسبب الألغام الحوثية ونيران المعارك في دمار المنازل والمساجد الأثرية التي ظلت صامدة عقودا طويلة منذ بنائها. وتقع زبيد على بعد نحو 75 كيلومترا جنوب شرقي مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، والخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين. وكانت زبيد عاصمة لليمن بين القرنين ال13 وال15، واعتبرت في السابق مركزا للعلوم الإسلامية، إذ تعدّ المدينة التي تضم 86 مسجدا من بينها خامس أقدم مسجد، من أبرز المعالم العمرانية في بداية الإسلام. ويحيط بالمدينة القديمة سور من الياجور شيد في القرن الثالث الهجري في عهد الأمير سلامة، ولقد جدد هذا السور وأضيفت إليه إضافات أخرى في عهد الدويلات التي تلت، حتى هدم في عهد الدولة العثمانية 1045ه، ثم أسند بناؤه للقاضي الحسن بن عقيل الحازمي قاضى زبيد في عام 1222ه. وأنشئت في المدينة العديد من المساجد والمدارس الدينية التي درس فيها بجانب علوم الفقه واللغة علوم الطب والفلك والزراعة والكيمياء والجبر والحساب والمساحة وغيرها من العلوم، فقد كان لزبيد مدينة العلم والعلماء السبق العلمي من بين مدن اليمن، فقد نشأت فيها أول مدرسة في اليمن، وكان ذلك في أواخر حكم الدولة الأيوبية. واحتلت المدينة مركزا ثقافيا عالي المستوى في الربع الأخير من القرن الثامن الهجري، وأُحصيت المؤسسات الثقافية فيها في أواخر القرن الثامن الهجري بنحو مئتين وبضعة وثلاثين موضعا بحسب الخزرجي «812ه» ومن بعده ابن الديبع الشيباني «944ه»، وهذا العدد يشير بجلاء إلى أهميتها من الناحية الفكرية في الحقبة التي تولى فيها الملك الأشرف إسماعيل الغساني «803ه» أمور الدولة الرسولية. مقومات المدينة * عاصمة اليمن بين القرنين ال13 وال15 * اعتبرت في السابق مركزا للعلوم الإسلامية * تضم 86 مسجدا من بينها خامس أقدم مسجد من أبرز المعالم العمرانية في بداية الإسلام * درس فيها علوم الفقه واللغة وعلوم الطب والفلك والزراعة والكيمياء والجبر والحساب والمساحة وغيرها من العلوم * أنشئت فيها أول مدرسة في أواخر حكم الدولة الأيوبية