في وقت لم تسمه كتلة «حزب الله»، والحزب السوري القومي الاجتماعي وعدد من النواب المحسوبين على النظام السوري، بدأ رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أمس، مشاوراته لتشكيل حكومته الثالثة، بعد أن اختارته معظم الكتل النيابية التي جاءت بها الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وكان مكتب رئيس الجمهورية اللبنانية قد أعلن الخميس الماضي، أن الرئيس ميشال عون كلف سعد الحريري برئاسة الوزراء للمرة الثالثة، وذلك بعدما نال تأييد غالبية أعضاء مجلس النواب. يذكر أن الحريري كان قد شكل حكومته الأولى في نوفمبر 2009، واستمرت نحو عامين، بينما شكل حكومته الثانية في نوفمبر 2016.
مناهضة إيران قالت مصادر دبلوماسية إن الإسراع في تعيين الاستشارات النيابية الملزمة من أجل تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة قبل عيد الفطر يتصل بالسعي الرسمي إلى محاولة دحض الانطباع عن سيطرة «حزب الله» وحلفائه على السلطة، خصوصا أن معظم القوى السياسية تُجمع على ضرورة الإسراع في التشكيل لمواكبة التحديات الداخلية والخارجية. واعتبر المحلل السياسي، عماد الشدياق، في تصريحات إلى «الوطن»، أنه من الطبيعي ألا يسمي حزب الله، الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة، وهو أمر كان متوقعا وفي صالح الحريري وليس ضده، لأن أمور إيران الداعمة لحزب الله لا تسير على ما يرام ومتوترة مع أكثر من جهة، مع الولاياتالمتحدة وروسيا ودول الخليج، وهناك حالة ترقب، والكل متوافق على تشكيل حكومة لبنانية بشكل سريع حتى لا يحصل أخذ ورد وبحاجة لوجود حكومة موجود هو فيها، وإلى بيان وزاري خوفا من تطورات غير محسوبة في المنطقة، على وقع تصاعد الصراع الأميركي الإيراني، والعقوبات غير المسبوقة على إيران وحزب الله التي تُنذر بتزايد الضغوط على المنطقة وفي لبنان تحديدا. ويرى الشدياق أن مماطلة حزب الله في تشكيل الحكومة مسألة محرجة للحزب، لافتا إلى قول الحريري «بأنه لن يقبل بوضع شروط عليه في عملية التشكيل».