حين تقرر أن تكتب عن التاريخ والحضارات أو عن الأديان والمعتقدات فإنك ستدخل في عالم مليء من الأقوال والآراء المختلفة والمتعارضة، ستجد هنا قولا للبيهقي يعارضه هناك قول للشوكاني، وستقرأ للإمام فلانا في عقيدة تلك الطائفة التي تتعارض مع ما كتب شيخ الدين علّان في اعتقاد ذلك المذهب. بعد عدة قراءات وبحوث بالتاريخ وفي المعتقدات بالأخص، تستنتج أن كل كلمات تسمعها أو تقرؤها في موضوع الأديان والمعتقدات هي بالأحرى مجرد آراء وتصورات بشرية في فهم بعض النصوص المقدسة، قد تصيب أحيانا وتخطئ أحيانا أخرى، ويجوز فيها الرد والأخذ وكذا يجوز فيها الجذب والنبذ. أما الوطن فهو عكس ذلك تماما، لأن الوطن لا يقبل أنصاف الحلول، فإما نكون وإما أن لا نكون، فإن الوطن واحد لا يؤخذ فيه قولان أو أكثر، فهو يقبل حقيقة واحدة لا مساس فيها وهي: أن الوطن هو أعظم مكتسب تم فيه وعليه تأسيس وتوحيد الهوية والأرض والمجتمع والمقدرات، تحت قيادة واحدة بايعها الشعب على السمع والطاعة. من ينعق خارج البلاد ويسأل حانقا وحاقدا عن هويتنا؟ نرد عليه بكل فخر نحن سعوديون! بكل تاريخنا وأمجاد أجدادنا نحن سعوديون! في لغتنا العربية وفي ديننا الإسلامي نحن سعوديون! بفطرتنا السليمة وبأخلاقنا النبيلة نحن سعوديون! وإذا كان هناك من يتساءل، سواء كان حاقدا أو جاهلا عن سبب فخرنا بانتمائنا للمملكة، نقول له: اسأل رمال الصحراء في بلادنا وتحكي لك عن نشأة وبطولات العرب، وتحكي لك عن بزوغ فجر الإسلام ورسالة الهدى والنور، وكذلك أيضا إذا نفضت بعض غبار صفحات الرمال ستقرأ فيها سطورا عن تاريخ البشرية الحديث. هل عرفت الآن لماذا نفخر بانتمائنا لها؟ أجدادنا صبروا على صعوبة العيش وندرة وقلة الأمطار والمياه في أرض الجزيرة العربية، وأبوا أن يتركوها مهاجرين، لأنهم يعتزون بأرض أجدادهم موطن بعثة رسولهم، عليه الصلاة والسلام، إلى أن برز منهم المؤسس بفكرة توحيد الجزيرة العربية تحت راية واحدة وهي راية التوحيد، وبايعه الجميع من الحضر والبوادي، قولا وفعلا، وسالت دماؤهم على أرضها وفي سبيل تأسيس وتوحيد الوطن. هل ما زلت تسأل عن سبب فخرنا بانتمائنا لها؟ تاريخنا مجيد، سواء القريب منه والبعيد، لذلك نفخر ونفتخر فيه ونشعر بالمسؤولية تجاهه وتجاه هذا الوطن العظيم، الذي نفديه بالغالي والنفيس، وندافع عنه بكل ما نملك من جهد، وإلى آخر نفس بالحياة، والآن في عهد سلمان الحزم ومحمد العزم قررنا أن نصل إلى رؤيتنا من خلال التحول الوطني في 2020، والذي يوضح رؤية السعودية 2030 هدف وطموح كل السعوديين. لكنّ هناك في مدينة الضباب أمرا مضحكا، فقد تجمعت الأبواق من الحاقدين والحانقين على مملكتنا الغالية وقيادتها الرشيدة وشعبها الكريم، وإن محاولاتهم البائسة واليائسة لضرب اللحمة الوطنية وإثارة الفتن عن طريق نشر الإشاعات والافتراءات لم تجلب لهم إلا العار وقلة الحيلة، ولم تزد السعوديين إلا تلاحما مع قيادتهم وإصرارا على التفوق والنجاح. إن لم تستح فاصنع ما شئت.. قدم الحاقدون على المملكة لأبواق لندن الدعم المادي في السابق، ومع هذا فقد هلك الحاقدون ولم يفلح دعمهم، وبعد هلاك السابقين بحثت أبواق لندن عن غيرهم ممن يكنون الكراهية حسدا وحقدا على شعب وحكومة المملكة، كي يقدموا لهم الدعم المادي ويستمروا يكذبون ويفترون، عليهم من الله ما يستحقون.