أعلنت السعودية منذ عام 2006 مكافحتها لفيروس «حمى الضنك»، وخصصت نحو 8 مليارات ريال لهذا الأمر، إلا أن هذا الملف لم يسلم هو الآخر من المفسدين، ففي عام 1435 أدانت المحكمة الجزائية بجدة 4 متهمين في قضية فساد وتزوير ورشوة واختلاس 5 ملايين ريال من ميزانية رصدت للبرنامج في جدة، من بينهم قياديون سابقون في قطاعات حكومية وأهلية. ورغم أن وزارة المالية كانت تدعم حملات المكافحة بملايين الريالات في عدد من المناطق والمدن، من بينها جدةوجازان وغيرهما، إلا أن أعمال المكافحة كانت تتوقف بسبب انعدام التمويل، الأمر الذي كان يطرح على الدوام استفسارات حول مصير الأموال التي تصرف على مكافحة حمى الضنك، ولماذا خسرت الدولة هذه المبالغ الطائلة في حين أن عدد الإصابات يرتفع بشكل تدريجي في مقابل زيادة للمناطق الموبوءة. أكثر المدن تضررا تعد جدة أكثر المناطق المتضررة من المرض الذي ازدادت خطورته، خاصة بعد كارثة السيول التي تعرضت لها المحافظة في 25 نوفمبر 2009، ونتجت عنها تحذيرات صحية من خطورة الوضع. وتلي جدة العاصمة المقدسة مكةالمكرمة، وأخيرا المناطق الجنوبية من المملكة، خصوصا منطقة جازان التي أصابتها السيول، حيث تجد فيها أنثى البعوضة بيئة مناسبة للتوالد جراء المستنقعات التي تخلفها السيول وراءها. وتنفذ استراتيجية المكافحة الوطنية عبر فروع أمانات المناطق التي تقوم على عمليات رش المبيدات الكيميائية والاستكشاف الحشري لأماكن توالد البعوض عبر أجهزة رصد وقياس الكثافة الحشرية. كما تشمل هذه الاستراتيجية الرش الفراغي حول المساكن، وردم البرك والمستنقعات، ومكافحة أماكن وجود يرقات البعوض الناقل للمرض، والمسح الوبائي للحالات، ورش المنازل، والرش الجوي الذي تقوم به مديريات الزراعة في المناطق، إضافة إلى التوعية الصحية للسكان. مكافحة بدون نتائج مأمولة منذ عام 2006 وحتى اليوم لم تظهر أي نتائج لأعمال المكافحة بخصوص حمى الضنك، ووفقا لإحصاءات رصدت آخر 5 سنوات فإن حالات الإصابة بالمرض في تصاعد تدريجي، إذ كشفت الإحصاءات أنه تم تسجيل 4 آلاف إصابة في عام 2015، توفي منها 6 أشخاص، بينما ارتفع هذا العدد إلى 4312 في عام 2016، كما أن المرض انتشر من مناطق محددة بعينها إلى مناطق أخرى مثل المدينةالمنورة ونجران والمنطقة الشرقية وكذلك الطائف. وفي المجمل فقد كشفت الإحصاءات أن الزيادة في أعداد المصابين وتحديدا خلال عام 2016 تقدر ب 4 أضعاف الحالات المسجلة قبل 10 أعوام.