خذوا كل ما استبحتم به العقول في لحظة انبهار مزيفة، خذوا ما أفسدتم به العواطف البشرية الراقية وحولتموها إلى حروف وأرقام خالية من النبض والمشاعر والأحاسيس، خذوا كل مخترعاتكم التي جعلت من كذب أفكاركم وسيلة للتخاطب، عشنا أزهى عصورنا المضيئة قبل أن نرى نفاق فلسفاتكم العقيمة التي حاولتم أن يعتنقها أبناؤنا وأحفادنا من الأجيال القادمة. بمقدورنا أن نعود إلى كل أشيائنا القديمة التي ورثناها عن الآباء والجدود، سيدفئنا الحطب المليء به ودياننا، سنعود إلى الحصير الأرضي، إلى اللمة الحلوة وعذب الحكاوي، وأحاديث السمر بعد صلاة العشاء. أبدا لن نخضع، لدينا الوقود الإنساني الخاص بنا، إيماننا الذي يحضنا على ألا ننحني إلا لله، لدينا وسائلنا وحضارتنا التي أنرنا بها عالمكم المظلم في سالف الزمان، زمان جهالتكم وضلالكم، لدينا ومعنا وفي فكرنا ما زال يعيش فكر أجدادنا الذين أنقذوكم من الفسق والضلال، فمعنا ما زال يعيش ابن رشد والفارابي وابن سينا، وكثيرين لدينا ممن علّموكم كيف تكون الحياة، ولكن غروركم أبى واستكبر. أفيقوا أيها الحمقى، فسنعيد صياغة ما أفسدته توجيهاتكم وتوجهاتكم إلى نسق من نهج تعاليمنا وقيمنا ومبادئنا. خذوا كل أشيائكم. كل بضاعتكم. كل هذا الزيف الذي سميتموه تقدما، وكل هذا الرياء الذي سميتموه سياسة، وكل هذا التراجع الذي أطلقتم عليه حضارة، وكل هذه البلطجة التي عرفتموها بالدبلوماسية. اتركونا وشأننا، فقط لن نخضع إلا لله رب العالمين.