ذكرت الباحثة الرئيسية في مركز سياسة الأمن الأمريكي، فيكتوريا كوتس، في مقالها أنه قد يكون انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من اليمن بمثابة غصن زيتون لطهران تحسبا لمشاركة دبلوماسية متجددة، لكن من غير المرجح أن يستجيب النظام الإيراني لأي اتصال عندما يشعر بضعف من الولاياتالمتحدة. فطوال الحملة الرئاسية لعام 2020، أشار كل من جو بايدن ونائبته كمالا هاريس إلى عزمهما على إنهاء الدعم الأمريكي للجهود العسكرية التي تقودها السعودية ضد الإرهابيين الحوثيين الذين يحاولون تثبيت نظام ديني متطرف على غرار إيران في الحدود الجنوبية للمملكة. كما أصدر بايدن، يوم الخميس، استعدادا للمشاركة الدبلوماسية مع طهران، إعلانا رسميا عن انتهاء المشاركة الأمريكية في اليمن. فتنازل الرئيس الاستباقي يحمل أملا ضئيلا في النجاح وإمكانية كبيرة لجعل الوضع السيئ أسوأ. استرضاء العدو أشارت كوتس إلى أن هذا التحول في السياسة يرسل إشارة خطيرة إلى المنطقة؛ مفادها أن الولاياتالمتحدة ضعيفة ومتضاربة، وأن دعمها لحلفائها يتذبذب. مبينة أنه لا ينبغي على أمريكا أن تقوض حليفا رئيسيا أثناء تلقيه الذخيرة الحية من الأعداء الذين يكرهونها في محاولة غير مجدية لاسترضاء طهران أو تسجيل نقاط سياسية محلية مع ناخبين معادين للسعودية. علاوة على ذلك، فإن الهجمات المتصاعدة التي تعطل مضيق باب المندب ستكون بمثابة ضربة قاسية للاقتصاد الدولي الذي لا يزال يعاني من الوباء وتعطيلا كبيرا محتملا لإمدادات الطاقة في لحظة حساسة - وكلاهما سيؤثر بشكل مباشر وسلبي على الولاياتالمتحدة. مصدر الهجمات كان هجوم الحوثيين الأخير على المملكة بمثابة اختبار لتصميم الإدارة الجديدة لجو بايدن، ويظهر إعلان يوم الخميس أنها تفتقر إلى ذلك. فالحوثيون والحرس الثوري الإيراني، المصنفة كمنظمات إرهابية أجنبية من قبل إدارة ترمب، سيشجعان الآن لمحاولة هجمات أكثر تطورا وبعيدة المدى. وذكرت كوتس أنه في 23 يناير، بعد ثلاثة أيام فقط من تنصيب بايدن، أطلق الحوثيون - المدعومون من الحرس الثوري الإيراني صاروخا أو طائرة مسيرة باتجاه الرياض، استهدف المدنيين بشكل عشوائي (بمن فيهم الأمريكيون) والبنية التحتية المدنية في الرياض أو بالقرب منها، والتي اعترضتها الدفاعات الجوية السعودية. لذا اضطرت وزارة خارجية بايدن إلى إصدار بيان رسمي يدينه، ويتعهد بدعم دفاع المملكة العربية السعودية. وبعد أسبوعين، واصل بايدن حديثه بالدفاع عن المملكة، ولكن ليس على حساب القضاء على مصدر الهجمات.