على الرغم من الأهمية التاريخية والتراثية التي يُمثلها حي أبا السعود في غرب منطقة نجران، إلا أن قاطنيه يرونه صفحة طواها النسيان؛ بعد أن تجاوزته معظم المشاريع الحكومية في اعتمادها وتنفيذها داخل أروقته، وتعالت أصوات ساكنيه بسبب نقص الخدمات المقدمة لهم للمطالبة بمساواتهم بالأحياء الواقعة شرق المدينة التي تشهد نهضة اقتصادية وعمرانية على مستوى عال ومتكامل. مقصد السواح يعد حي أبا السعود القلب النابض والواجهة الرئيسية لعكس تراث نجران بسبب وجود قصر الإمارة التاريخي الذي يحكي حنكة وحكمة الملك المؤسس عبدالعزيز في ملحمة التوحيد والتنظيم الإداري، كما يضم الحي السوق الشعبي وسوق التمور ومطاحن الدقيق، إضافة إلى كون الحي مقرا لانطلاقة الحركة التعليمية بالمنطقة منذ عام 1362 عبر المدرسة الأميرية التي كانت تقع شمال القصر الأثري، حتى أصبح مقصدا سياحيا للعديد من الوفود السياحية التي تزور المنطقة. منازل مهجورة رصدت جولة «الوطن» داخل الحي وجود منازل طينية مهجورة منذ عشرات السنين تشوه المنظر العام للمواطن والزائر، وطالب ناصر آل مستنير وأحمد حسين، اللجنة المشكلة من قبل إمارة منطقة نجران وعدة جهات حكومية، بضرورة وضع حلول جذرية لمشكلة كثافة المنازل الطينية الشعبية المهجورة الآيلة للسقوط في مجملها مع عدم جدوى بقائها، فهي تشكل خطرًا على الجميع ولا يُستبعد أن تكون معظمها مأوى للمتخلفين والمجهولين ومخالفي نظام الإقامة، فيما بادر عددٌ من مالكي تلك المنازل بترميمها وإعادة تأهيل شكلها الخارجي بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة. صرف صحي أبدى علي آل قبقب وصالح آل مشحم استياءهما من غياب مشاريع الصرف الصحي ودرء أخطار السيول، وأكدا تقدمهما بشكوى رسمية منذ أكثر من عام، تضمنت سوء تصريف مياه الأمطار في حي آل قبقب وشارع الأخدود، حيث تشكل هذه المياه بحيرات ومستنقعات جاذبة للأمراض مع كل موسم لهطول الأمطار، وبينا أنه تم تكليف عدة لجان للوقوف ومعاينة المكان ميدانيا وتزويدهم بالصور الموثقة للحدث، ولم يتغير شيء في هذا الصدد، فضلاً عن عدم توصيل المياه المحلاة إلى بعض المنازل، وطالبا بسرعة تنفيذ تلك المشاريع الحيوية التي وصلت لأغلب أحياء المنطقة ماعدا حي أبا السعود. بشرى للأهالي «الوطن» بدورها نقلت المطالب إلى المتحدث الرسمي لمديرية المياه بنجران فايز لسلوم، الذي زف البشرى للأهالي بأنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ستعلن الإدارة عن اعتماد مشروع استكمال شبكات مياه الشرب للمرحلة الثانية التي يأتي مشروع هذا الحي في مقدمتها، وكذلك مشروع تنفيذ التوصيلات المنزلية للصرف الصحي بمدينة نجران ومحافظة شرورة، ومن ضمن المشروع حي أبا السعود. سيارات تالفة يعد علي الشريف الإهمال الكبير لشارع الحلفاء هو العنوان المؤسف لعدم الاهتمام بتطوير الحي، موضحا «تكاثر الحفر والمطبات الصناعية غير المبررة، فأصبح السائق يتجنب المرور منه للعوائق التي تواجهه بذلك الشارع، مع أن الاهتمام بأغلب الشوارع الرئيسية واضحا، لكن تجاهل الشوارع الفرعية غير منظور إليه ولا نعلم السبب، كذلك توجد السيارات التالفة من عقد أو عقدين من الزمان وخصوصًا التي تقبع أمام مدرسة الملك فيصل وبجانب الورش أمام وخلف مبنى الاتصالات، رغم مخاطبة الأهالي للجهات الأمنية المختصة بضررها على البيئة والإنسان، لكنها لم تتجاوب في إزالتها». المستشفى العام َأكد علي آل ضاوي أهمية إنجاز العمل في المشاريع التطويرية لمستشفى نجران العام أقدم المرافق الصحية بالمنطقة، بعد أن تم هدم بعض مرافق المستشفى وإيقاف العمل في أجزاء منه، ما خلق معاناة لسكان الحي نتيجة بعد المستشفيات الحكومية الأخرى عنهم خاصةً ما يتعلق بأمراض النساء والأطفال. مدارس التوأمة تحدث حسين آل طالب عن الخدمات التعليمية قائلا إن «تطبيق نظام التوأمة بمدارس أبا السعود أثر بشكل كبير على مستوى التحصيل العلمي، وتركت المدارس أثرا نفسيا سيئا للطالب، وكذلك لولي الأمر الذي أصبح مشتتا بين أكثر من مدرسة وفي أوقات مختلفة، وعند مراجعة المختصين بإدارة التعليم لم نجد أي نتيجة، حيث مضى على هذا الوضع أربع سنوات تقريبا بدون أي مبادرة أو ابتكار حلول وبقي الوضع على ماهو عليه، فضلاً عن أملنا في اعتماد مشاريع ومجمعات تعليمية جديدة للحي لمواكبة الكثافة السكانية المتزايدة». خدمات بلدية أوضح المتحدث الرسمي لأمانة نجران عبدالله آل فاضل أن الأمانة نفذت خطة لتطوير الحي، وذلك بإنشاء واجهات تجميلية تعبر عن تراث منطقة نجران، إضافة إلى عمل أرضيات من الرخام أمام المحال التجارية المجاورة لقصر الإمارة التاريخي وتطوير سوق التمور وسوق الجنابي، فضلاً عن أعمال السفلتة والأرصفة والإنارة والتحسين والتجميل. وعن شكوى أهالي الحي من مستوى النظافة قال آل فاضل إنه «يوجد فرق عمال نظافة لكل حي ومنها أبا السعود، وكذلك معدات موزعة على الأحياء ومكانس آلية حسب الخطة»، مؤكدا أن «العمالة ومعدات النظافة تباشر عملها في الأحياء على فترتين من الساعة 6 حتى الساعة 11صباحا والفترة المسائية من الساعة 3 العصر حتى الساعة 6 مساء، كما يتم تشغيل المعدات الكبيرة لنظافة الأحياء حسب الخطة لكل حي بمعدل يوم في الأسبوع، وفي مسار يوجد ضاغط 22 ياردة بحيث تفرغ كامل المسارات، كما يوجد فرقة طوارئ مكونة من عمالة ومعدات موزعة حسب الخطة، ويتم مراقبة كل أعمال النظافة بشكل دوري من قبل مراقبي الأمانة».