حين نعود بالتاريخ للوراء نجد أكثر الأمم حاربت كل جديد وقابلته بالرفض، ولكن حينما وقفت وتأملت وانتهت إلى إتخاذ قرار التغيير للأفضل تطورت وتقدمت في حياتها. فعلى سبيل المثال، الصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان قبل إسلامه من أشد المعارضين له حتى أنه كان يتتبع أثر الرسول صلى الله عليه وسلم حينما هاجر من مكة إلى المدينة راجياً الخلاص منه، وما إن استوقفه موقف اخته فاطمة حينما رفضت إعطائه القرآن وقالت: ( لا يمسه إلا المطهرون) وأنت كافر لست بطاهر! قرر ابن الخطاب النظر في حياته ومراجعة نفسه حتى وصل في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار التغيير ، فاعتنق الإسلام وحسن إسلامه و بُشِّر بالجنة. قد ينتظر الشخص منا موقف أو حدث ما يغير حياته ويكسر ديمومة المشاهد لديه ، لكن ماذا لو قررنا التغيير والتخلي عن العادات السلبية التي من شأنها سحبنا إلى الوراء؟! لو قرر أحدهم أن يتغير من شخص بعيد عن القراءة إلى قارئ نهم فسينتابه شعور بمتعة الاكتشاف والفهم و اكتساب المعارف الراقية. يقول د.بكار: ".. لدينا تشوقاً عميقاً إلى النجاح والتفوق ، وهذا لا يتحقق إلا بأن نصبح أفضل فهماً وأكثر حدية إلى جانب التخلي عن بعض السلوكيات والعادات.." ومن هنا أيها القارئ أدعوك للنظر متأملاً في حياتك وعاداتك لتحكم عليها وتسعى للتغيير والتطوير فنحن خلقنا لنمضي قُدُماً ونعمر الأرض التي استخلفنا فيها.