اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور نزار مدني، أن دول الجوار مُطالَبة بالنأي بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية لجاراتها وبالانضمام إلى دول الخليج في محاربة التطرف والطائفية والتصدي للسياسات الإقصائية الفئوية التي ينجم عنها الخراب والدمار. وقال مدني، خلال مشاركته في الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر أمن الخليج «حوار المنامة»: إن «إيران دولة مهمة وعريقة وعليها القيام بدور محوري»، وإن دول الخليج ستكون «في مقدمة المرحبين بهذا الدور الإيراني في سبيل رخائها ونمائها، ونرحب بأن تكون شريكاً كاملاً يضطلع بمسؤولياته تجاه أمن الخليج» الذي لم يقم بأي عدوان لحل النزاعات وامتنع على الدوام عن التدخل في شؤون الدول الأخرى. ولفت الوزير خلال كلمته إلى «عدم تفريق الإرهاب بين دولة وأخرى، ما يستدعي جهوداً مشتركة من جميع الدول للتصدي له»، مؤكداً «وجود حاجة دائمة للتعاون الدولي على ضوء أن الخليج يحظى بأهمية استراتيجية فائقة ويتعذر فصله عن أمن العالم». وتحدث مدني عن وضعية دول الخليج في وسط منطقة مضطربة، وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي أثبتت أنها أصلب من أي وقتٍ مضى بفضل وضوح الرؤى حتى في أحلك الأوقات ما مكَّنها من حماية المنجزات ومكتسبات المواطنين وزيادة معدلات نمائها، في وقتٍ تشهد المنطقة فيه كثيراً من الاضطرابات. وذكر الوزير أن دول المجلس التي حافظت على أولويات الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية «استفادت من التجارب السابقة وعددٍ من الإخفاقات للتكيف مع المستجدات المختلفة والتسلح بالصبر في مواجهتها». ومواجهة التحديات ليست أمراً فريداً أو جديداً لمجتمعات الخليج» من وجهة نظر مدني؛ ف «الذاكرة حافلة بالأزمات والتحديات منذ تأسيس المجلس، ولكن دول المجلس كافة قادرة مراراً وتكراراً بفضل وعي مواطنيها على تجاوز جميع أشكال المخاطر فقد زادتهم منعة وقوة وصلابة، حيث لم تتوقف عجلة التحديث والتنمية ولم تتحقق توقعات المتشائمين وآمال الحاقدين»، حسب قوله.