عدد سكان مدينة الرياض يقترب من عدد سكان هونغ كونغ؛ فالرياض يقطنها قرابة 5.1 ملايين نسمة في حين ان عدد سكان هونغ كونغ بحسب احصائية 2011 بلغ 7.1 ملايين نسمة ونسبة النمو في عدد سكان الرياض يتزايد بشكل متسارع وكبير ورغم المحاولات الجادة لإنقاذ الرياض من الاختناق إلا اننا لازلنا نصحح أخطاء الماضي بكل هذه المشاريع القائمة والتي تواجهها ايضا تحديات كبيرة يأتي على رأسها المرور الذي يعتبر الادارة الاكثر تعرضا للانتقاد بسبب الفوضى العارمة التي تشهدها العاصمة وتغاضي رجال المرور عن المخالفات التي أصبحت ترتكب امام أعينهم بكل صفاقة. مشاكل الرياض لا تنحصر في زحام السيارت إلا ان هذه الاختناقات المرورية تأتي على قائمة المعاناة التي يتجرعها ساكنو الرياض يوميا, فالرحلة التي كانت تستغرق في الماضي ثماني دقائق للوصول الى محل او مدرسة او مستشفى داخل الرياض أصبحت تستغرق الآن 45 دقيقة وستستغرق اكثر من ذلك في السنوات القادمة ! ومن المشكلات التي تعاني منها العاصمة أيضا ارتفاع اسعار الاراضي والعقارات حيث اصبح العقار يتمدد افقيا بشكل سريع حتى اصبحت اراضي قفراء قاحلة تبعد عن البنيان عشرات الكيلومترات تباع بالملايين فأصبح الحصول على السكن صعبا جدا ما لم يخنق المواطن نفسه بقروض هائلة لا تنتهي إلا بعد ثلاثين عاما. العصا السحرية لحل كل تلك المشكلات تكمن في كلمة واحدة هي "القطار".. ولست اقصد هنا المترو داخل المدينة والذي سيتم انجازه في خمس سنوات بل قطار فائق السرعة يربط بين محافظات المملكة.. وهو امر ليس مستحيلاً بل ولا صعب التنفيذ فهو واقع قائم في كل دول العالم المتحضر. تخيل ان شبكة قطارات تربط حائل بالقصيم، بالزلفي, بالمجمعة, بالرياض وان بإمكانك ان تقطع المسافة بين الرياض والمجمعة في 20 دقيقة وبين الافلاج والرياض في 30 دقيقة وبإمكانك ان تعيش في الزلفي وان تأتي لعملك يوميا في نصف ساعة.. سيؤدي ذلك الى هجرة معاكسة باتجاه المدن الصغيرة، وبالتالي سيقل التكدس في العاصمة ويقل عدد السيارات وتنخفض اسعار العقار بل وتقل حوادث المعلمات اللاتي يرحلن كل صباح في الرابعة فجرا للتدريس في المدن والقرى الصغيرة. التوسع في بناء شبكات القطارات يعتبر من الحلول البديهية التي لم نرها على الواقع حتى الآن رغم انها تعتبر حلا سحريا لكثير من مشاكلنا كما ان قيمة انشائها وتشغيلها تقترب من الصفر اذا ما تم اسنادها الى احدى الشركات العالمية كما لا ننس عدد الوظائف التي ستمنحها شبكة القطارات للشباب السعوديين والخبرات التي سيكتسبها ابناء الوطن. هذا المشروع المتكامل بحاجة الى قرار سريع وجريء وإلا فالعاصمة ستختنق اكثر فأكثر ولن تجدي معها المسكنات التي لا تعالج إلا مشاكل الماضي ولا تجدي في التخطيط للمستقبل!