شهر رمضان شهر مليء بالخير والبركات تمتلئ القلوب بالايمان وترتفع فيه الروحانيات وتلتم الاسر ويسود جو التعاطف والتراحم بين الناس ولكنه في المقابل نقمة على مرضى السكر حيث من الملاحظ ان معدلات الاصابة بالاحماض الناتجة عن السكر بالذات النوع الاول تكثر في هذا الشهر الكريم وكذلك فان مدى التحكم في سكر الدم يضعف كثيرا مما يؤدي الى زيادة السكر التراكمي او ما يسمى بالهيموقلوبين (A1c) وقبل الخوض في كيفية التعامل مع السكر في رمضان هناك حقائق يجب معرفتها والتنبه لها : وهي أن أسلوب الحياة في رمضان تحول البيت أثناء الليل الى بوفيه مفتوح مليء بكل ما لذ وطاب وتشتهيه العيون و كثرة الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية مثل المقالي والحلويات ،كما تكثر الدعوات على الإفطار خلال الشهر وتجتمع الأسر مع بعضها مما يصعب مراقبة الاهل للاطفال والمراهقين المصابين بالسكر ،كما أن نمط الحياة ينقلب رأسا على عقب حيث يصبح الليل نهارا والنهار ليلا فينام الناس طيلة النهار ويبقون مستيقظين طيلة الليل حتى طلوع الشمس مما يجنب الأهل زيارة المستشفى ومتابعة اساليب العلاج مع الفريق الطبي المعالج . من الامور التي توجهني في العيادة اصرار بعض الاطفال والمراهقين على الصوم على الرغم من نصحي بعدم ذلك ولكن في كثير من الاحوال نضطر الى مسايرة المريض نزولا عند رغبته ولكن بعد الشرح بخطورة الصوم وما قد يسبببه من مضاعفات ، ولكن القراءة المتأنية لوضع الصوم في مجتمعنا يتبين أن الصوم أفضل للاسباب التالية : اولا : عند عدم صوم الطفل او المراهق فإنه يتناول وجبات أثناء النهار من اجل جرعات الانسولين ثم يتناول جميع وجبات العائلة اثناء الليل بالاضافة الى الاكل بين الوجبات وهي صفة سائدة في المجتمع وهنا تزداد الوجبات في اليوم وتزداد السعرات الحرارية مما يستلزم زيادة في جرعات الانسولين ويزداد وزن المريض بشكل ملحوظ ويزداد تراكم الدهون في الجسم وهذا يؤدي الى تسريع مضاعفات السكر ثانيا : نوم الطفل والمراهق طيلة النهار واستيقاظه طيلة الليل لا يغير من وضعه السابق قبل رمضان كثيرا وعليه فإن عكس جرعات الانسولين تبعا لانعكاس اسلوب الحياة لايؤثر في السكر كثيرا . وهنا يجب الانتباه للأطفال والمراهقين ومتابعة علاجهم وتحاليلهم اليومية وعدم الانشغال عنهم بالمناسبات وغيرها لأنهم أمانة وأداء الامانة اجرها عظيم وخصوصا في شهر رمضان المبارك ،وفي الختام اسأل الله العلي القدير أن يمن على المصابين بالسكر بالشفاء الدائم وان يوفق العلماء والأطباء لايجاد علاج دائم لهذا المرض العضال والذي يفتك بأبنائنا. *استشاري الغدد الصم وسكري الأطفال والمراهقين *د. محمد بن يحيى الحربي