قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ -في خطبة الجمعة-: آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، وأن من يقرؤها يُحفظ من الشرور ويُحرس من أذى الشياطين. وأضاف أن آية الكرسي فيها براهين التوحيد على أكمل الوجوه وأتمها، واشتملت على معان تدل على كمال الله وجلاله وجماله، فقول الله تعالى: "اللَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُو"، هو إخبار عنه عز شأنه بأنه الإله الحق الذي يتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له سبحانه، وأن كل ما سوى الله فعبادته أبطل الباطل وأظلم الظلم. وتابع أن الله سبحانه وصف نفسه فقال: "الحَيُّ الْقَيُّومُ"، فهو عز وجل الحي حياة كاملة دائمة، أزلية أبدية، لم يسبقها عدم، ولا يلحقها فناء أو زوال، وهو سبحانه القيوم ذو القيومية التامة، والغني عما سواه، والقيم لجميع الموجودات، والكامل في ذاته وصفاته وأفعاله، لا يلحقه نقص بأي وجه، فلا تعتريه سنة أي نعاس ولا يلحقه نوم ولا سهو ولا غفلة. وبيّن أن قوله سبحانه: "لهُ مَا فِي السَّمَاوَات وما في الأرض" أي أن كل ما في السماوات والأرض هو ملك خالص لله سبحانه، وأن جميع المخلوقات خاضعة لسلطانه وقهره، واقعة تحت جبروته وقدرته ومشيئته، مبيناً تفسير قول الله تبارك وتعالى: "من ذا الذِي يَشفَعُ عِندَهُ إِلَّا بإذنهِ" أن من عظمة الله وجلاله وكبريائه، أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع عنده إلاّ بإذنه، وأن المراد بقوله تعالى: "يَعْلَمُ مَا بين أَيديهِم وما خلفَهم"، هو بيان علم الله سبحانه الكامل بكل شيء، بما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف سيكون، وقوله تعالى: "وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيء مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ"، فكل الخلق لا يملكون من العلم إلاّ ما علمهم الله سبحانه. وشرح قوله سبحانه: "وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" قائلًا: ومن سعته وعظمته أن هذا الكرسي يسع السماوات والأرض وما فيها وما بينها من الأملاك والمخلوقات والعوالم، أمّا في قوله سبحانه: "وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا" أوضح أن الله تعالى لا يثقله ولا يشق عليه حفظ السماوات والأرض وحفظ ما فيهما وما بينهما، بل ذلك عليه سهل ويسير. وبيّن أن الله عز وجل يصف نفسه بالكمال المطلق والأقصى، فيقول: "وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ" أي أن الله سبحانه هو العلي بذاته على جميع مخلوقاته، والعلي بعظمة صفاته وجمالها وجلالها، مضيفاً: "عظموا الله حق تعظيمه وقدروه حق قدره وعظموا شرعه، والتزموا بأوامره، وأوامر رسوله تفلحوا وتسعدوا وتفوزوا".