أكد المدرب والمبرمج المالي حسين الحربي ل "الرياض" أن الوصول إلى الأمان المالي يتطلب رؤية واضحة وخطة مالية مدروسة لإدارة الدخل والمصروفات بشكل فعّال. مضيفا أن التخطيط المالي يشبه "العيادة المالية" التي تقوم بتشخيص الوضع المالي للفرد وتقديم حلول عملية للوصول إلى الأهداف المالية. وأشار إلى أن مرحلة العشرينيات تمثل الفرصة الذهبية لبناء الأساس المالي السليم والبدء في الادخار. وأوضح الحربي أن الأشخاص الذين يبدأون التخطيط المالي في العشرينيات يمكنهم تحقيق استقرار مالي قبل سن ال40. ورغم أن التخطيط المالي يتضمن الأرقام، إلا أنه يمتد أيضًا إلى إدارة المخاطر المالية، ما يساعد في تقليل التوتر الذي يُعتبر سببًا رئيسيًا للعديد من المشكلات الصحية مثل التفكير والقلق واضطرابات النوم. وأشار الحربي الى أن أول خطوة لبناء الاستقرار المالي هي وضع موازنة شخصية محكمة تتيح للفرد تحديد مصادر دخله وكيفية توزيعها بشكل منطقي. وأوصى بتبني النماذج المالية العالمية مثل قاعدة 50/30/20 التي توصي بتخصيص 20% من الدخل للادخار والاستثمار. كما أشار إلى أن المراجعة اليومية للموازنة تُسهم في رصد الانحرافات المالية وتصحيحها في الوقت المناسب، حيث تظهر الدراسات أن الأشخاص الذين يتابعون نفقاتهم بانتظام هم أقل عرضة للديون المتأخرة بنسبة 30%. وأوضح الحربي أن تحديد الأهداف المالية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى يعد جزءًا أساسيًا من التخطيط المالي الناجح. وأشار إلى أن الفهم العميق لقوة الفائدة المركبة يساعد في تقليل المبالغ اللازمة للتوفير للتقاعد. وأكد الحربي على أهمية تبني عادات مالية صحية مثل الالتزام بقائمة مشتريات قبل التسوق، التي تقلل الإنفاق غير الضروري بنسبة تتراوح بين 15% إلى 20%. كما أوصى بتكوين صندوق طوارئ يغطي النفقات الأساسية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. واختتم الحربي حديثه بالتأكيد على أن التخطيط المالي مهارة مستمرة تتطور مع الزمن، مما يضمن مستقبلًا ماليًا وصحيًا مستقرًا.