أكد معالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة خلال الجلسة الحوارية التي جاءت بعنوان "من الرؤية إلى الواقع.. تكامل القطاعات في خدمة ضيوف الرحمن" أن المملكة مستمرة في تطوير منظومة الحج والعمرة بما يواكب التحول التقني الذي تشهده مختلف القطاعات، ويعزز من جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وأوضح معاليه، أن بطاقة "نسك" تأتي بصفات أمنية عالية الجودة تمكن من التعرف على الحاج النظامي وغير النظامي، مشيراً إلى أنها تعد إحدى الأدوات التقنية التي تسهم في تنظيم شؤون الحجاج وتيسير متابعتهم وضمان سلامتهم. وأضاف معاليه أن منصة "نسك" انطلقت من فكرة لتتحول إلى منظومة متكاملة تنظم العمل بين الدول ومقدمي الخدمات، بما يضمن التنسيق الفعّال ويسهل رحلة الحاج منذ قدومه وحتى مغادرته، مؤكدًا أن الهدف الرئيس هو تحقيق تجربة ميسرة وآمنة لكل ضيف من ضيوف الرحمن. وأشار الدكتور الربيعة إلى أن الوزارة تحرص على إثراء تجربة الحاج روحياً وثقافياً، حيث جرى تطوير 71 موقعاً تاريخياً في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة، لتمكين الحجاج من التعرف على المعالم الإسلامية والتاريخية المرتبطة برحلتهم الإيمانية. وبين معاليه أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن -أحد برامج رؤية المملكة 2030- عمل على تسهيل رحلة الحاج والمعتمر عبر منظومة رقمية وخدمات ميدانية متكاملة، مما أسهم في خلق تجربة ثرية تجمع بين السهولة والأمان والعمق الروحي، وتعكس ما توليه القيادة الرشيدة من عناية واهتمام بضيوف الرحمن. من جانبه أكد معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل أن صحة ضيوف الرحمن تمثل أولوية قصوى في منظومة الحج، مشيرًا إلى أن المملكة جعلت سلامة الحجاج وراحتهم فوق كل اعتبار، من خلال منظومة صحية وقائية واستباقية تتكامل فيها جهود مختلف الجهات العاملة في خدمة الحجيج. وتناول معاليه أبرز التطورات التي شهدها القطاع الصحي في مواسم الحج خلال السنوات الأخيرة. وأوضح الجلاجل أن الاهتمام بصحة الحاج ليس وليد اليوم، بل هو نهج تأسس منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي أصدر في عام 1925م توجيهًا بأن يكون لكل بعثة حج طبيب مقيم، رغم ندرة الأطباء آنذاك، حتى بلغ عدد الأطباء المقيمين نحو 30 ألف طبيب، في خطوة سبّاقة لضمان رعاية الحجاج صحيًا في مختلف المواقع. وأشار معاليه إلى أن الكوادر الطبية تتابع العلامات الحيوية للحجاج أصحاب الحالات الصحية بدقة عالية، وتعمل على رصد أي مؤشرات لتدني الحالة قبل أن يشعر بها الحاج نفسه، بفضل تقنيات المراقبة الحديثة والأنظمة الذكية المعتمدة في منظومة الصحة. ونوه إلى أن موسم الحج الماضي كان الأفضل صحيًا منذ عام 2009م، نتيجة لتفعيل مبدأ الوقاية وتعزيز الاستجابة السريعة للأمراض المعدية والمخاطر الصحية المحتملة، وهو ما يعكس جاهزية المنظومة الصحية وكفاءة خططها التشغيلية. كما أوضح أن هيئة الصحة العامة تتابع بشكل مستمر الأوبئة الدولية والمخاطر الصحية، وتعمل على تطوير آليات الرصد والتقييم لمواجهة التحديات المختلفة كل عام، ضمن منظومة عمل تكاملية تشمل مختلف القطاعات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن. واختتم معاليه بالتأكيد على أن نجاح منظومة الحج يعود لتكامل الجهود بين جميع الجهات، التي جعلت راحة وسلامة ضيوف الرحمن هدفًا مشتركًا يجسد قيم العناية والاهتمام التي تقوم عليها رسالة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين. ومن الناحية العمرانية والسكنية أكد معالي وزير الشؤون البلدية والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل أن الوزارة وبدعم كامل وكبير من القيادة الرشيدة، عملت خلال السنوات الأخيرة على تطوير المشاعر المقدسة عمرانياً وخدمياً بما يسهم في إثراء تجربة ضيوف الرحمن وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم في مختلف مراحل رحلتهم الإيمانية. وأوضح معاليه أن جهود الوزارة ركزت على رفع كفاءة البنية التحتية للمشاعر وتطوير المرافق والخدمات البلدية، إلى جانب تحسين المشهد الحضري، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تقديم تجربة مميزة ومستدامة لضيوف الرحمن، مشيراً إلى أن مشاريع التطوير العمراني راعت متطلبات السلامة والاستدامة والهوية الإسلامية الفريدة للمكان. وأضاف معاليه أن زوار المدينةالمنورة اليوم يعيشون تجربة ثرية متكاملة التفاصيل لم تكن متاحة قبل عشرة أعوام، بفضل ما تحقق من مشروعات نوعية في الخدمات العامة والمرافق البلدية، إلى جانب التطوير العمراني الذي جعل من المدينة نموذجاً في التكامل بين الأصالة والتحديث. وبين الحقيل أن العمل البلدي في المشاعر المقدسة والمدينةالمنورة أصبح يستند إلى تقنيات حديثة في مرعاة إدارة الحشود والنظافة والتشغيل، وإلى منظومة رقمية تتيح تقديم الخدمات البلدية بسهولة وكفاءة، مؤكداً أن هذه الجهود تأتي امتداداً لاهتمام القيادة الرشيدة -حفظها الله- بتطوير منظومة الحج والعمرة والارتقاء بجودة حياة الزائر والمقيم. من جانبه أكد معالي الدكتور رميح بن محمد الرميح نائب وزير النقل والخدمات اللوجستية، أن منظومة النقل تعد أحد الركائز الأساسية في نجاح موسم الحج، مشيرًا إلى أن الحج في جوهره "نقل وتنقّل"، وأن تجربة الحاج ترتبط ارتباطًا وثيقًا بانسيابية الحركة منذ وصوله إلى أرض المملكة وحتى مغادرته بعد أداء المناسك. وأوضح معاليه، أن خطط النقل خلال موسم الحج تنفذ وفق استراتيجيات دقيقة ومحكمة تضمن انسيابية الحركة، وتوفير أعلى معايير السلامة والجودة، بما يحقق تجربة يسيرة ومثرية للحجاج. وأشار إلى أن التطور التقني أسهم في تعزيز كفاءة منظومة النقل والخدمات اللوجستية، مستشهدًا بتجربة نقل الدم عبر الطائرات المسيّرة (الدرون) خلال خمس دقائق فقط في موسم الحج الماضي، في خطوة تعد من ثمار التحول التقني الذي تشهده منظومة النقل، وتبرز جاهزيتها في التعامل مع مختلف الاحتياجات الميدانية والطبية في المشاعر المقدسة. وأضاف الرميح أن الوزارة تعمل بالشراكة مع الجهات الحكومية والأمنية على تطوير منظومة النقل بمختلف وسائطها، بما في ذلك الحافلات الذكية، ووسائل النقل الترددي، وأنظمة المراقبة والتحكم، لتحقيق التكامل بين القطاعات لخدمة ضيوف الرحمن وضمان سلامتهم وراحتهم. بدوره أكد مدير الأمن العام أن الخطط الأمنية للحج هذا العام ترتكز على التقنية والذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود والمراقبة الميدانية، إلى جانب التكامل مع الجهات الخدمية كافة؛ لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، مشيدًا بالتنسيق المستمر بين القطاعات لتحقيق تجربة حج آمنة ومنظمة.