وسط هدير المحركات وصيحات الجماهير، يعود النجم الأميركي براد بيت إلى الشاشة الكبرى بواحد من أكثر الأفلام المرتقبة لعام 2025، وهو فيلم «F1»، الذي يجمع بين الدراما الرياضية والإثارة الواقعية في عمل يتجاوز حدود الترفيه، ويعيد تشكيل العلاقة بين السينما ورياضة الفورمولا 1. الفيلم من إنتاج Apple Original Films بالتعاون مع جيري بروكهايمر، ومن إخراج جوزيف كوسينسكي، المعروف بإبداعه البصري اللافت في أفلام مثل Top Gun: Maverick. ويشارك في كتابة السيناريو إهرين كروجر، بينما يتولى هانز زيمر وضع الموسيقى التصويرية، ما يضمن تجربة سمعية وبصرية مفعمة بالتشويق. يؤدي براد بيت دور سوني هايز، سائق فورمولا 1 سابق اعتزل السباقات بعد حادث مأساوي، ليعود من الاعتزال بتحدٍ أخير: تدريب ومرافقة سائق شاب في فريق جديد يُدعى APXGP. يشارك البطولة دامسون إدريس، الذي يؤدي دور السائق الناشئ، إلى جانب خافيير بارديم في دور مدير الفريق، وكيري كوندون وتوبياس مينزيز في أدوار مساندة تضيف أبعادًا إنسانية وتقنية إلى القصة. ورغم أن الحبكة تأخذ منحىً تقليديًا من حيث البنية الدرامية، إلا أن الفيلم يميّز نفسه بالتصوير الواقعي المذهل لمشاهد السباقات، والتي تم تنفيذها خلال أحداث حقيقية من موسم الفورمولا 1، حيث سُمح لفريق الإنتاج بالتصوير داخل الحلبات خلال الجولات الرسمية، مما جعل التجربة قريبة من الواقع إلى حد غير مسبوق في هذا النوع من الأفلام. من أبرز مفاتيح نجاح الفيلم واقعيته المذهلة. فقد استعان المخرج كوسينسكي بخبراء حقيقيين من عالم الفورمولا 1، بما في ذلك بطل سباقات الفورمولا 1 البريطاني لويس هاميلتون، الذي شارك أيضًا كمنتج تنفيذي للعمل. ووفقًا للتقارير، فإن هاميلتون اشترط مشاركة معلّقين رياضيين فعليين – مثل ديفيد كروفت ومارتن براندل – في العمل، لإضفاء المصداقية على المشاهد. استخدمت الكاميرات ذات التقنية العالية المثبّتة على سيارات السباق مباشرة، كما جُسّدت حوادث واقعية بتقنيات مستوحاة من حوادث تاريخية، ما منح الفيلم بعدًا توثيقيًا يتجاوز الجانب الترفيهي. منذ طرحه في 27 يونيو الفائت، حقق فيلم F1 إيرادات تجاوزت 311 مليون دولار عالميًا خلال أسبوعين فقط، ليصبح بذلك الإنتاج الأعلى دخلًا في تاريخ استوديوهات Apple. كما حصد الفيلم إشادة النقاد في معظم التقييمات، حيث وصفته مجلة Empire بأنه «أقرب ما يمكن للسينما أن تلامس فيه هدير العجلات والسرعة في لحظتها القصوى». كما نُظم العرض العالمي الأول في نيويورك يوم 16 يونيو، وشهد حضور شخصيات بارزة من عالم الرياضة والفن، إلى جانب عدد من سائقي الفورمولا 1 الحاليين والسابقين، ما منح العمل بعدًا احتفاليًا وجماهيريًا غير معتاد. لا يكتمل الحديث عن الفيلم دون الإشارة إلى الموسيقى التصويرية التي أعدها هانز زيمر، والتي أضفت على مشاهد السباقات بعدًا ملحميًا، حيث دمجت بين الأنغام الأوركسترالية وترددات إلكترونية عالية التوتر، في تفاعل صوتي مع المشاهد الحركية. ويُتوقع أن يتم ترشيح الفيلم لعدة جوائز، خصوصًا في فئات المؤثرات البصرية والمونتاج والصوت، مع ترجيحات بترشحه لجائزة أفضل تصوير سينمائي. يعرض الفيلم حاليًا في عدد من صالات السينما بالمملكة العربية السعودية، عبر دور VOX وAMC وموڤي سينما، وسط إقبال لافت من جمهور الرياضة والسينما على حد سواء. ويُتوقع أن يستمر عرضه خلال موسم الصيف، مع توسع في العروض الخاصة والفعاليات المرافقة. يأتي «F1» ليعيد تعريف أفلام السباقات عبر معادلة جديدة تجمع بين قوة الأداء، وصدق التفاصيل، وجماليات الصورة. وهو عمل لا يُفوت، سواء لعشاق الفورمولا أو السينما أو الإثارة البصرية الخالصة.