تحولت سورية خلال سنوات النزاع إلى "مختبر للطائرات المسيرة" لدول ومجموعات مسلحة متنوعة، وفق ما أفاد تقرير لمنظمة "باكس" الهولندية لبناء السلام الثلاثاء. استخدمت كل من الولاياتالمتحدة وروسيا وايران وإسرائيل وتركيا فضلاً عن قوات النظام السوري، 39 نوعاً مختلفاً من المسيرات خلال النزاع المستمر منذ العام 2011. وقالت المنظمة في تقريرها "شكلت سورية مختبراً سمح للدول والمجموعات المسلحة باختبار أنواع جديدة من المسيرات ودرست كيف يمكن لاستخدامها أن يحسن من التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية". وأضافت "خلال العقد الأخير، أظهرت الطائرات المسيرة المُطورة في الأجواء السورية كيف مرت الجهات العسكرية المتعددة بمرحلة تعلم وكيف عززت من معرفتها من ناحية التصميم والانتاج". وبعد سورية، تستخدم الطائرات المسيرة المتفجرة الإيرانية والروسية والأميركية "على نطاق واسع" في أوكرانيا بعد الغزو الروسي في فبراير. وفي شمال سورية، تعول القوات التركية بشكل كبير على الطائرات المسيرة، التي لعبت دوراً في عملياتها العسكرية التي شنتها منذ العام 2016 وتمكنت من خلالها من السيطرة على مناطق حدودية. وأورد تقرير باكس أن المسيرات التركية شنت أكثر من 60 غارة ضد مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بين يناير وسبتمبر من العام الحالي، مشيراً إلى أن طائرة بيرقدار تي بي 2 "أكثر المسيرات الحربية التركية شهرة، وقامت بدور أساساً في نزاعات ليبيا وناغورني قره باغ وإثيوبيا وأخيراً في أوكرانيا". وأثبتت الحرب أنها "أفضل مختبر" للطائرات من دون طيار الروسية، وقد سمحت لموسكو أن تقيم مسيرات حلفائها وأن تختبر مسيراتها المقاتلة وأسلحتها، وفق التقرير الذي أشار إلى دور مهم لعبته المسيرات الروسية في تغيير مسار الحرب لصالح قوات النظام السوري. قدمت إيران طائرات مسيرة لحلفائها من الفصائل المتواجدة أيضاً في سورية خصوصاً في شرق البلاد، كما لحزب الله اللبناني. وأشار التقرير أيضاً إلى أن قوات النظام السوري استخدمت ستة أنواع مختلفة من المسيرات الإيرانية. وحولت المجموعات الجماعات الإرهابية مسيرات تجارية إلى سلاح حربي.