شارك وفد من مركز البحوث والتواصل المعرفي مكوّن من د. علي بن حمد الخشيبان المستشار والباحث بالمركز، والأستاذ ريان بن محمد الجمعة المساعد الإداري في فعاليات مهرجان الدبلوماسية في دورته الثالثة عشر، الذي اُقيم في العاصمة الإيطالية روما تحت عنوان "التحولات والتناقضات: ألا توجد خيارات للتغيير؟"، بمشاركة كثير من السفارات وأعضاء السلك الدبلوماسي والمؤسسات ذات العلاقة والشخصيات العامة. اشتمل المهرجان على أكثر من 100 فعالية، شارك فيها متحدثون من عدد كبير من الدول، وتوزعت تلك الفعاليات على أكثر 25 موقعًا مختلفًا في العاصمة الإيطالية، من خلال المؤتمرات والاجتماعات والمناسبات الخاصة لتعميق مفهوم التغيير: من التغيرات المناخية إلى التوازنات الجيوسياسية والاقتصادية الجديدة؛ ومن التسارع التكنولوجي إلى حرب المعلومات العالمية. وأُقيمت ندوة بعنوان " التحالف العالمي من أجل المهارات والمنافسات والعمل"، في منزل سفيرة جمهورية جنوب أفريقيا لدى إيطاليا نوسيفو ناوسكا. واشتملت الندوة على ثلاث جلسات تناولت موضوعات "التراث الثقافي للسياحة الساحلية والعمل المناخي في منطقة المحيط الهندي"، و"الآثار التخريبية للذكاء الاصطناعي وذكاء سوق العمل الأخلاقي في الاقتصاد الأزرق (والمقصود به الاقتصاد المعتمد على الأسماك وما يوجد في البحار)"، وبيانات وخريطة البيئة الإيطالية. عكست مناقشات هذه الفعالية القلق الكبير الذي يواجه الاقتصاد الأوربي في الوقت الراهن، وبخاصة أثر الحرب الأوكرانية الروسية، كما جرت قراءة مهمة لمستقبل الذكاء الاصطناعي وخصوصًا تأثيره في الوظائف. وفي اليوم نفسه، حضر الوفد جلسة بعنوان: "النظام العالمي الجديد: هل يمكن التنبؤ به؟"، وشارك فيها نخبة من الخبراء، وهم: برونو ماكايس، كبير المستشارين في فلينت جلوبال، ووزير الدولة السابق للشؤون الأوروبية، وهو من البرتغال، وفيليب تشارلز شميتر الأستاذ الفخري في قسم العلوم السياسية والاجتماعية، وستيفانو بيلاجي، وهو زميل باحث أول في مركز الدراسات الجيوسياسية. تناولت هذه الجلسة كثيرًا من الآراء المتضادة حول قضايا عالمية، فمثلاً يرى الدكتور برونو ماكايس بشكل دقيق أنَّ التغيرات في النظام العالمي حتمية، وأنَّ المستقبل العالمي قابل للتحول السريع، وأنَّ التقنية والذكاء الاصطناعي سوف يسهمان في خلق نظام عالمي جديد، وفي الوقت ذاته، يرى الدكتور ستيفانو بيلاجي أنَّ النظام العالمي غير قابل للتحولات الجذرية المباشرة، مع إيمان كبير فصعود قوى عالمية جديدة يمكنها أن تؤدي دورًا بارزًا في إعادة قراءة الواقع العالمي الجديد وفق أسس مختلفة. كما أُقيمت جلسة بعنوان " سلاسل التوريد: العالمية مقابل الإقليمية"، وتمحورت مناقشات هذه الجلسة حول الوضع الجيوبوليسى وعلاقته بالاقتصاد، وتأثير ذلك في العالم، ومدى قدرة الدول على ضمان الإمدادات في أثناء الأزمات الكبرى، وجرى تسليط الضوء على أزمة وباء كوفيد 19، والحرب في أوكرانيا، وحدود الرأسمالية العالمية، وقد اثارت هذه الجلسة كثيرًا من الأسئلة حول درجة القلق المرتبطة بسلاسل التوريد لإنتاج وتوزيع المنتجات في انحاء مختلفة من العالم. وكان وفد مركز البحوث والتواصل المعرفي قد التقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إيطاليا، الذي وجه الشكر إلى رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي وموافقته على المشاركة في المهرجان الدولي الثالث عشر للدبلوماسية المقام في روما، وحثَّ سموه على الحرص على المشاركة في مثل هذه الفعاليات، لأهميتها في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية في مجال الفكر، وإيجاد علاقات مع مراكز الفكر في ايطاليا، وغيرها من الدول. كما التقى الوفد الدكتور ميتشل بالفر مدير المركز الأوروبي الخليجي للمعلومات، الذي قدم تعريفًا بالمركز، وأهدافه ونشاطه، بينما قدم وفد "التواصل المعرفي" نبذة عن إنجازات المركز، واهتمامه بالتعاون مع المراكز الفكرية والبحثية حول العالم، وانتهى اللقاء بتأكيد التعاون بين المركزين، والسعي إلى صياغة مذكرة للتفاهم في المجالات المشتركة.