أعلن الكرملين أن عمليات "الاستفتاء" التي انتهت الثلاثاء في أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها موسكو حول ضمها إلى روسيا ستكون لها "انعكاسات" كبرى على هذه المناطق ولا سيما على الصعيد الأمني. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "ستكون هناك تغييرات جذرية في هذه المناطق من وجهة النظر القانونية ومن وجهة نظر القانون الدولي وبفعل كل انعكاسات (التدابير المتخذة) لضمان الأمن" فيها. وتابع "نظامنا القانوني سيدرس كل الخيارات، وبالطبع مشرّعونا وأجهزتنا التنفيذية وفرقنا القانونية جاهزة". وقال عبر تيليجرام إن "القوات المسلحة الروسية ستعزز بشكل كبير الدفاع عن كل المناطق التي سيتم ضمها" إلى روسيا. وأشار إلى أن تعزيز الدفاع يمر عبر "الإمكانات التي تتيحها التعبئة" المعلنة في روسيا، إنما كذلك عبر استخدام "كل الأسلحة الروسية بما فيها الأسلحة الاستراتيجية وتلك التي تقوم على مبادئ جديدة". وأكد أنه "يحق لروسيا استخدام السلاح الذري إذا كان ذلك ضروريا، في حالات محددة مسبقا، مع الاحترام الصارم لمبادئ السياسة الحكومية على صعيد الردع النووي". وسئل بيسكوف عن هذه النقطة فأكد أن تصريحات مدفيديف تستشهد ب"العقيدة العسكرية" الروسية داعيا الجميع إلى "تذكر" مبادئ هذه العقيدة. ووقع قتال عنيف بين القوات الأوكرانية والروسية في مناطق مختلفة من أوكرانيا الثلاثاء. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن منطقة دونيتسك في الشرق لا تزال تمثل أولوية استراتيجية قصوى لبلاده، ولروسيا أيضا، بينما احتدم القتال في عدة بلدات بينما تحاول القوات الروسية التقدم جنوبا وغربا. ووقعت اشتباكات أيضا في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، محور هجوم أوكرانيا المضاد هذا الشهر. وواصلت القوات الأوكرانية حملة لإخراج أربعة جسور ومعابر نهرية أخرى من الخدمة بهدف تعطيل خطوط الإمداد للقوات الروسية في الجنوب. وتأمل موسكو في ضم مناطق خيرسون ولوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا، في الشرق والجنوب، والتي تشكل نحو 15 بالمئة من أوكرانيا. ولا تخضع أي من تلك المناطق لسيطرة موسكو التامة، ولا يزال القتال مستمرا على طول خط الجبهة بأكمله. وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمنيا باستخدام الأسلحة النووية لحماية أراضي بلاده، والتي ستشمل المناطق الأربع في حالة ضمها. وبدأ التصويت على ضمها إلى روسيا يوم الجمعة ومن وانتهى الثلاثاء، مع احتمال موافقة البرلمان الروسي على الضم في غضون أيام. وترفض كييف والغرب الاستفتاءات باعتبارها صورية متعهدين بعدم الاعتراف بالنتائج. وقد يتمّ إعلان ضمّ هذه المناطق إلى روسيا اعتبارًا من نهاية الأسبوع. في ما يأتي كيف ستُجرى هذه الآلية التي ندّدت بها بشكل مسبق الدول الغربية وأوكرانيا، وذلك وفق وسائل إعلام روسية وبناء على نموذج ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2014. * إعلان النتائج سريعًا - رغم أن كييف والدول الغربية وعددًا كبيرًا من المراقبين يعتبرون الاستفتاءات التي تُجرى حاليًا في المناطق الخاضعة لسيطرة روسيا بشكل كامل أو جزئي "صورية"، إلا أن موسكو تتمسك باحترام شكليّات آلية شرعية.وبالتالي، فإن إعطاء وقت لفرز الأصوات أمر ضروري. * تصويت سريع في البرلمان - إذا كانت النتيجة تأييد الضمّ إلى روسيا، وهذا أمر مفروغ منه، سيصوّت البرلمان الروسي على معاهدة تشرّع ضمّ المناطق الأربع إلى الأراضي الروسية. * بوتين - في أعقاب الآلية البرلمانية، قد يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابًا اعتبارًا من 30 سبتمبر يعلن فيه رسميا ضمّ المناطق الأوكرانية الأربع، وفق وكالات روسية عدة. تتحدث بعض وسائل الإعلام عن إلقاء بوتين خطابًا أمام البرلمانيين الذين سيجتمعون في الكرملين فيما تفيد أخرى عن خطاب يلقيه أمام أحد مجلسَي البرلمان.ولفتت وكالة تاس إلى أنه طُلب من أعضاء مجلس الاتحاد إجراء ثلاثة فحوص للكشف عن كوفيد-19 تحسّبًا ل"حدث مهمّ" الجمعة، في تدبير صحي صارم ينبغي أن يخضع له الأشخاص الذين يلتقون الرئيس في الكرملين. لكن ليس مستبعدًا أن يقرر بوتين التحدث قبل هذا التاريخ. في 2014، كان قد وقّع معاهدة ضمّ القرم إلى روسيا بعد يومين بالكاد من إجراء الاستفتاء الذي نظّمته السلطات الروسية في شبه الجزيرة، وذلك خلال مراسم في الكرملين حتى قبل تصويت البرلمان الروسي عليها. ولا يعترف المجتمع الدولي بهذا الضمّ. * التجنيد في روسيا، أدى أمر استدعاء نحو 300 ألف جندي من قوات الاحتياط إلى أول احتجاجات متواصلة منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وقدرت إحدى جهات المراقبة أنه تم اعتقال ألفي شخص على الأقل حتى الآن. وبيعت جميع تذاكر الطيران إلى خارج روسيا وسط تكدس السيارات نقاط التفتيش الحدودية، مع تقارير عن طابور استمر 48 ساعة على الطريق الحدودي الوحيد المؤدي إلى جورجيا، والتي تمثل حالة نادرة لبلد مجاور موال للغرب ويسمح للمواطنين الروس بالدخول دون تأشيرة. وردا على سؤال عن احتمال إغلاق الحدود، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين الاثنين "لا أعرف أي شيء عن هذا. في الوقت الحالي، لم تُتخذ أي قرارات في هذا الصدد". وتعتبر روسيا ملايين المجندين السابقين لديها جنود احتياط رسميا. ولم تفصح السلطات تحديدا عن الذين سيتم استدعاؤهم، لأن هذا الجزء من الأمر الذي أصدره بوتين سري. وقوبلت التعبئة أيضا بأول انتقاد مستمر للسلطات في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة منذ بدء الحرب. لكن النائب سيرجي تسيكوف الذي يمثل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في المجلس الأعلى بالبرلمان، قال لوكالة الإعلام الروسية "يجب منع كل شخص في سن التجنيد من السفر إلى الخارج في ظل الوضع الحالي". وأفاد موقعان إخباريان يعملان من خارج البلاد، هما ميدوزا ونوفايا جازيتا أوروبا، نقلا عن مسؤولين لم يحددا هوياتهم، بأن السلطات تخطط لمنع الرجال من المغادرة. وفي وقت متأخر من مساء الاثنين، وصف زيلينسكي الوضع العسكري في دونيتسك بأنه "خطير للغاية". وقال "نبذل قصارى جهدنا لاحتواء نشاط العدو. هذا هو هدفنا الأول الآن لأن دونباس لا تزال الهدف الأول للمحتلين"، في إشارة إلى المنطقة الأوسع التي تضم دونيتسك ولوجانسك. ويبدو أن هناك المزيد من التمويل الأمريكي في الطريق، إذ قالت مصادر إن أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين يتباحثون بشأن مشروع قانون للإنفاق المؤقت وافقوا على إدراج نحو 12 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية الجديدة لأوكرانيا.