الإصلاح طال شتى مناحي الحياة

تحلُّ الذكرى ال92 لتوحيد المملكة العربية السعودية التي نستذكر فيها حينما نشأت فيه آنذاك دولة فتية تزهو بتطبيق الشريعة الإسلامية، وتصدح بتعاليمه السمحة، وقيمه الإنسانية، باحثةً عن العلم والتطور، سائرةً بخطى حثيثة، نحو غدٍ أفضل لشعبها وللأمة الإسلامية والعالم أجمع، ونستعيد تلك الذكرى - والحديث لعضو الشورى عساف أبو ثنين - وسط إصلاحات تشريعية وتنموية متتالية ومتواترة جاءت وفق النهج الذي بناه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء.
وتابع أبو ثنين: ولا شك أنَّ المحرك الرئيس لكلِّ هذه الإنجازات التشريعية والتنموية والنجاحات في العلاقات الإسلامية والعربية والدولية التي تشهدها المملكة في السنوات الأخيرة هي رؤية المملكة الطموحة 2030 التي باتت بمثابة خارطة طريق لجميع أجهزة الدولة، ومن خلال المبادرات والمشروعات جعلتنا الحكومة الرشيدة كمواطنين نعيش واقعًا جديداً حافلاً بالمشروعات التنموية الضخمة التي تقف شاهدًا على تقدم ورقي المملكة أسوة بمصاف الدول المتقدمة، وهو ما يؤكد نجاح وحكمة الخطط التي وضعتها الدولة واتجهت إلى تنفيذها منذ انطلاقة رؤية المملكة، وقد بدأ في محاربة المفسدين علناً كبارهم وصغارهم ليدرك الجميع أن المحاسبة على جميع التجاوزات ستكون أولوية للجهات المعنية لمكافحة الفساد، وستتولى الجهات المعنية اتخاذ جميع الوسائل والآليات اللازمة لتحقيق النزاهة، والقضاء على الفساد المالي والإداري، ومتابعة كلَّ ما يتصل بذلك، بما يكفل سرعة البت في قضايا الفساد، وهو ما يؤكد اهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على مكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره وأساليبه، والرغبة في رفع مستوى أداء وفاعلية الأجهزة الرقابية، على نحو يحقق أعلى درجات النزاهة ومكافحة الفساد.
وقال الأستاذ عساف سالم أبو ثنين عضو مجلس الشورى في تصريح صحفي: جاءت - ولله الحمد - ثمار هذا النهج الذي بناه خادم الحرمين الشريفين سريعة وظاهرة للعيان ونجحت في إعادة مبالغ طائلة لخزينة الدولة وإنفاقها على مشروعات تنمية الوطن والمواطن، كما نجحت القيادة الرشيدة وعبر إجراءات هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية في تحقيق وفورات بلغت 120 مليار ريال أي ما يعادل أكثر من 12 % من إجمالي ميزانية الدولة خلال العام المالي 1442 - 1443، وساهمت في حماية هيكلة الإنفاق الحكومي وحفظ المال العام من التشوهات المالية التي قد تعتريه بسبب الاستخدام غير الرشيد وحفظه من التفريط والهدر.
وأشاد أبو ثنين ببدء المرحلة الثانية من مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في كل مناطق المملكة بهدف المحافظة على الأصالة العمرانية لهذه المساجد التراثية وحمايتها من الأضرار والتقادم واستعادة مكانتها التي كانت تحظى بها، ما يسهم في إبراز البُعد الحضاري للمملكة، الذي تركز عليه رؤية السعودية 2030.
وفي سياق المشروعات التنموية التي تشهدها المملكة فأشار الأستاذ عساف أبو ثنين إلى إعلان سمو ولي العهد عن إطلاق البنية التحتية والمخطط العام لمشروع رؤى المدينة في المنطقة الواقعة شرقي المسجد النبوي الذي يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في رفع الطاقة الاستيعابية لتهيئة استضافة 30 مليون معتمر بحلول 2030 وفق أعلى المعايير العالمية، وذلك ضمن منظومة خدمات متقدمة لتعزيز سبل الراحة والرفاهية وتوفير كل ما يحتاجه الزائر ليعيش تجربة استثنائية.
ولفت أبو ثنين النظر إلى أن إنشاء هيئة لتطوير الطائف سيسهم في تحقيق أهداف التنمية وتنفيذ المشروعات والخدمات بالمحافظة، وإبراز المميزات التنافسية والسياحية والاستثمارية لها لما تمتلكه من موقع استراتيجي وموروث ثقافي سيجعلها أكثر جذبًا.
وعوداً على الساحة التشريعية والتنظيمية فيؤكد عضو مجلس الشورى أبو ثنين تزايد وتيرة التعديلات التشريعية القائمة وسنِّ أخرى جديدة منذ انطلاق رؤية المملكة لشمل الجهات الحكومية المعنية بالتشريعات والأنظمة واللوائح في مختلف المجالات، ولتواكب أهداف رؤية المملكة ومبادراتها ومشروعاتها وبرامجها وعلى رأسها منظومة التشريعات التي تؤكد أنَّ المملكة ماضية على طريق الإصلاحات ولكلِّ ما يحقق رفاهية المواطن وضمان حقوقه وتحقيق التنمية الشاملة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -. وشدد أبو ثنين على ضرورة المحافظة على مكتسبات الإصلاح الذي طال شتى مناحي الحياة، وقال إن الاحتفال باليوم الوطني ال92 هذا العام، يعتبر من مكتسبات تعزيز الوحدة الوطنية ولا شك أننا نستشعر في هذه الذكرى الإنجازات الكبيرة التي تحققت في مختلف الأصعدة بفضل الله منذ تولي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مقاليد الحكم، وخلال فترة زمنية قصيرة شهدت نهضةً كبرى ومشاريع عظمى تعود على الوطن والمواطن والعيش الكريم، وجعلت الوطن محط أنظار العالم، وواصلت رؤية المملكة معالجة الملفات المعقدة والشائكة مثل ملفات الإسكان وتطوير التعليم والقضاء والصحة وكذلك مكافحة الفساد وغيرها من الملفات.
وختم عضو مجلس الشورى الأستاذ عساف بن سالم أبو ثنين تصريحه، إنه من الجميل أن نستذكر في هذا اليوم المراحل التاريخية لتوحيد مملكتنا تحت راية وقيادة قامت على كتاب الله وسنة نبيه، بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - مشيراً إلى أن ذكرى اليوم الوطني هي مناسبة جديرة بالتوقف عندها والإطلالة من خلالها على صورة ماضينا المجيد وحاضرنا الزاهر الزاخر بالإنجازات في المجالات كافة، ورفع أبو ثنين أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وللحكومة الرشيدة وللشعب السعودي الوفي بهذه المناسبة الغالية، سائلاً الله أن يديم هذه المناسبة أعواماً مديدة وبلادنا من نجاح إلى آخر تحت ظل قيادتها الرشيدة.
عساف أبو ثنين