سيطرت المشاعر الهبوطية على أسواق النفط بشكل محكم وحقيقي، حيث لا تزال المخاوف من الركود العالمي العامل الرئيس في أسواق النفط، وهناك الكثير من المحفزات الصعودية التي تلوح في الأفق هذا الشتاء وفي بداية عام 2023، لكن هذا لا يكفي لإلهاء الأسواق عن الظروف الحالية. ومع تراجع الأسهم بقوة، واتجاه أسعار المنازل نحو الانخفاض، ووصول عائدات الولاياتالمتحدة إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات، ولا يزال التهديد بحدوث ركود عالمي يلوح في الأفق، يبدو أن المخاوف من حدوث انكماش اقتصادي لها ما يبررها. ووسط توقعات واسعة النطاق بأن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع سيشهد ارتفاعًا حادًا آخر في أسعار الفائدة، فإن المعنويات في سوق النفط هبوطية بلا ريب، مع أسعار النفط في طريقها لتسجيل انخفاض أسبوعي ثالث على التوالي. في حين أن هناك الكثير من المحفزات الصعودية لأسواق النفط في المستقبل غير البعيد، إلا أن أياً منها ليس فورياً بما يكفي لمواجهة المخاوف الاقتصادية الحالية. وفي تطورات أحوال السوق، بدأت شركات النفط الكبرى متهمة بإضاءة غاز المناخ. ووفقًا لتحقيق أجراه الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، فإن شركات النفط الأمريكية الكبرى مثل إكسون موبيل، وشيفرون، وبي بي تعمل على «تسليط الضوء» على الجمهور حول طموح أهدافهم المناخية. من جهتها تقترب ألمانيا من تأميم شركة يونيبر الروسية. وقال أكبر مستورد للغاز في ألمانيا شركة يونيبر، والذي نمت حزمة الإنقاذ الفيدرالية الخاصة بها بالفعل إلى 19 مليار دولار، إن برلين قد تحصل على حصة مسيطرة في الشركة حيث تسعى الشركة إلى مزيد من المساعدة، ما قد يمهد الطريق لتأميم كامل. وفي أمريكاالجنوبية، تسعى غيانا إلى تجنب أخطاء الماضي، حيث تعتزم حكومة غيانا زيادة أخذها في اتفاقيات مشاركة الإنتاج الجديدة في مزادها الخارجي القادم، حيث تحصل على معدل «نرويجي» بنسبة 75 ٪ بدلاً من المستوى الحالي الذي يزيد قليلاً على 50 ٪. وفي إضراب السكك الحديدية الذي تم تجنبه يخيف قطاع الطاقة في الولاياتالمتحدة، ومع اتفاق السكك الحديدية والنقابات الأمريكية على صفقة مبدئية هذا الأسبوع وتجنب إغلاق السكك الحديدية في جميع أنحاء البلاد، تراجعت مخاطر حدوث اضطراب كبير في أسواق السلع الأساسية. وقبل الإعلان ارتفعت العقود الآجلة للغاز بنسبة 10 ٪ في يوم واحد فقط لأن الإضراب كان سيعيق عمليات تسليم السكك الحديدية، ويسلط هذا الخوف الضوء على مدى دقة توازن أسواق الطاقة الأمريكية حاليًا. من جهتها حذرت صناعة النفط الكولومبية من ضريبة الصادرات، وحذر اتحاد البترول الكولومبي من خطط الرئيس الجديد جوستافو بترو لفرض ضريبة بنسبة 10 ٪ على الصادرات إذا كانت الأسعار أعلى من 48 دولارًا للبرميل، قائلاً إن التكاليف الإضافية ستقوض الاستثمار في الإنتاج المستقبلي للبلاد. وفي الهند، تعكف البلاد على بدء التجارة بالروبية مع روسيا. ومن المقرر أن تبدأ الهند التجارة مع روسيا بالروبية بعد أن وافق بنك الدولة الواقعة في جنوب آسيا على تسهيل آلية التداول الجديدة، ما يعني أن حجمًا متزايدًا من معاملات السلع سيتم تنفيذه بدون الدولار الأمريكي. في وقت تدرس روسيا إمكانية مد خط أنابيب لباكستان. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى باكستان ممكنة وأن بعض البنية التحتية الضرورية موجودة بالفعل، وتشارك موسكو بالفعل في بناء خط أنابيب باكستان ستريم، الذي يربط محطة الغاز الطبيعي المسال في كراتشي بالشمال. من جانبه، يخطط الاتحاد الأوروبي بفرض حد أقصى لسعر 180 يورو / ميجاوات في الساعة، وتريد المفوضية الأوروبية وضع حد أقصى لسعر الكهرباء غير التي تعمل بالغاز عند 180 يورو لكل ميجاوات في الساعة، مما يقلل من الإيرادات المفاجئة لمولدات الطاقة المتجددة والنووية، مع استمرار تداول العقود الألمانية فوق 500 يورو / ميجاوات في الساعة. وفي تداولات النيكل، شهدت بورصة لندن للمعادن، أقدم مكان لتداول المعادن في العالم، تدفقًا غير مسبوق للمشاركين في أعقاب الانهيار في مارس 2022 وإلغاء التداولات لاحقًا، مع انخفاض أحجام التجارة بنسبة هائلة بلغت 50 ٪ على أساس سنوي. من جهتها، لا تزال فنزويلا مهددة بمزيد من العقوبات، إذ هددت وزارة الخارجية الأمريكية الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو بمزيد من العقوبات إذا فشلت المفاوضات مع المعارضة التي يقودها غوايدو في تحقيق أي نتائج، بعد أن فرضت بالفعل عقوبات على أكثر من 140 كيانًا بما في ذلك البنك المركزي وشركة بدفسا الفنزويلية للنفط العملاقة. وفي أحوال شتاء الصين المحرك على استقرار الفحم، ونظرًا لخفض الصين استهلاك الغاز الطبيعي المسال وزيادة توليد الكهرباء باستخدام الفحم، دعت بكين شركات الفحم إلى الامتثال لالتزاماتها التعاقدية والحفاظ على الأسعار منخفضة، على خلفية الزيادات الأخيرة في الأسعار في المناطق الشمالية. في وقت تحدد الولاياتالمتحدة أهداف التوسع في الرياح البحرية، إذ أطلقت إدارة بايدن حملة جديدة للحصول على 15 جيجاواط من طاقة الرياح البحرية العائمة على طول سواحلها بحلول عام 2035، وبدأت بمزاد إيجار هذا العام للمناطق الواقعة قبالة ساحل كاليفورنيا، تليها أوريغون وماين. من جهتها، أعلنت شركة شل، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، أن رئيسها التنفيذي الحالي، بن فان بيردن، سيتنحى عن منصبه في نهاية عام 2022، ليحل محله رئيس الطاقة المتجددة في الشركة وائل صوان في إشارة إلى أن طموح 2050 الصافي صفر سوف يكتسب زخمًا متزايدًا.