أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، أن الحكومة الإسرائيلية هي التي تتحمل كامل المسؤولية عن حملة التصعيد الراهنة، والتي تهدد بتفجير ساحة الصراع، وإغراقها في دوامة من العنف. وأوضحت الخارجية في بيان صدر عنها الأربعاء، أن ما يجري ميدانيا يدق ناقوس الخطر الشديد أمام المجتمع الدولي بشأن ما يترتب على ذلك من مخاطر على فرص تطبيق حل الدولتين، وعلى أي جهود مبذولة لتحقيق التهدئة واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع. وأدانت جريمة إعدام الشهيد يونس تايه برصاص قوات الاحتلال في مخيم الفارعة في محافظة طوباس، واعتبرتها حلقة في مسلسل التصعيد الإسرائيلي الدموي والممنهج ضد الفلسطينيين، لتحقيق أهداف استعمارية توسعية، وعنصرية بحتة، تتعلق بكسر إرادة الصمود لدى شعبنا، وتمسكه بحقوقه الوطنية العادلة، والمشروعة، وأرض وطنه. وأشارت إلى أن هذا التصعيد هو ضمن المحاولات الإسرائيلية التي لن تتوقف لفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني، وإجباره على التعايش مع وجود الاحتلال والاستيطان، واستمرارها كأمر واقع يصعب تغييره. وترى أن حملة التصعيد الإسرائيلية المحمومة بما فيها الإعدامات الميدانية، وهدم المنازل، والاعتقالات العشوائية بالجملة، وسرقة المزيد من الأرض، وتخصيصها لصالح الاستيطان، وتعميق عمليات تهويد القدس ومقدساتها، والتي كان آخرها خطة استيطانية لبناء 900 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنة "رمات شلومو" على حساب أراضي قرى شمال القدس، وعمليات التطهير العرقي واسعة النطاق في عموم المناطق المصنفة (ج) بما فيها الأغوار ومسافر يطا، واعتداءات المستوطنين المنظمة والمسلحة على المواطنين، وأراضيهم وممتلكاتهم وغيرها، جميعها ترجمة لسياسة إسرائيلية رسمية تقوم على عدم الاعتراف بوجود شعبنا الفلسطيني، وحقوقه العادلة والمشروعة التي أقرتها الأممالمتحدة. وتابعت: ما يجري هو تغييب عنيف للبعد السياسي للصراع، وللعملية السلمية التفاوضية، واستبدالها بالمدخل الأمني الاستعماري العنصري في التعامل مع شعبنا وقضاياه، وسط حملات تضليلية إسرائيلية للرأي العام العالمي والقادة الدوليين وإلصاق تهمة (الإرهاب) بالطرف الفلسطيني، والترويج المفضوح لرواية (أن إسرائيل تدافع عن نفسها). وعبرت الخارجية عن أسفها لمواقف بعض الدول التي تتساوق مع هذه الروايات والمواقف الإسرائيلية التي توفر المزيد من أبواب الهروب لدولة الاحتلال من استحقاقات السلام والحل العادل للصراع. من جهة أخرى، دعا الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك، مساعدة حراس الأقصى في مواجهة المستوطنين والمتطرفين. وأكد الكسواني على أهمية دور المصلين في حماية الأقصى من المستوطنين والسياح الذين يقتحمونه بلباس فاضح ويريدون أن يفرضوا واقعا جديداً فيه. وأوضح مدير الأقصى أن المستوطنين باتوا يدنسون المسجد بصلوات تلمودية، وطقوس الانبطاح واقتحامه من باب الأسباط. وحذّر الكسواني من واقع مرير ينتظر المسجد الأقصى، ضمن خطوات تنفذ شيئاً فشيئاً، كان آخرها ارتداء لباس الكهنة وأداء صلوات تلمودية داخل المسجد. وقال إن ما يجري في الأقصى بقوة السلاح، لن يعطي أي شرعية للاحتلال في المسجد ولن يغير من إسلاميته وعروبته. وأضاف أن المسجد بكل مساحته البالغة 144 دونماً، حق خالص للمسلمين لا يقبل القسمة والشراكة. وستشهد الفترة القادمة انطلاق موجة عاتية من العدوان الاستيطاني على المسجد الأقصى من اقتحامات ونفخ في البوق، وذبح للقرابين، والرقص واستباحة المسجد سعيا لتهويده بشكل كامل وفرض واقع جديد فيه. ووفق مخططات الاحتلال، من المقرر خلال 26 و27 من سبتمبر الجاري (رأس السنة العبرية)، أن تسعى جماعات الهيكل إلى نفخ البوق عدة مرات في المسجد الأقصى المبارك. وفي يوم الأربعاء الموافق 5 أكتوبر 2022 سيصادف ما يسمى بعيد الغفران العبري، ويشمل محاكاة طقوس قربان الغفران في الأقصى، وهو ما تم بالفعل دون أدوات في العام الماضي. ويحرص المستوطنون بيوم الغفران على النفخ في البوق والرقص في كنيسهم المغتصب في المدرسة التنكزية في الرواق الغربي للأقصى بعد أذان المغرب مباشرة، ولكون هذا العيد يوم تعطيل شامل لمرافق الحياة، فإن الاقتحام الأكبر احتفالاً به سيأتي الخميس 6 أكتوبر 2022. وستشهد الأيام من الاثنين 10-10 وحتى الاثنين 17-10-2022 ما يسمى "عيد العُرُش" التوراتي، ويحرص المستوطنون خلاله على إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى، وهي أغصان الصفصاف وسعف النخيل وثمار الحمضيات وغيرها. من جهة ثانية، يخوض ثلاثة أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، معركة "الأمعاء الخاوية"، ويواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام، احتجاجا على اعتقالهم الإداري، وسلوك إدارة مصلحة السجون، بحسب ما أفاد نادي الأسير. ومن بين المضربين عن الطعام، شقيقان، هما أحمد وعدال موسى، اللذين يواصلان إضرابهما عن الطعام لليوم ال32 على التوالي، رفضا لاعتقالهما الإداري المستمر، إضافة إلى الأسير جواد جواريش، للمطالبة بالسماح له بلقاء شقيقيه المعتقلين في سجون الاحتلال. وقال نادي الأسير أن سلطات الاحتلال أصدرت بحق أحمد أمر اعتقال إداري لمدة أربعة شهور، وبحق عدال لمدة ثلاثة شهور، مشيرا إلى أن المعتقل أحمد نقل مؤخرا عدة مرات من سجن "الرملة" إلى مستشفى "كابلان"، نتيجة تدهور وضعه الصحي، وهو أسير سابق، يعاني من مشاكل حادة في القلب، وقد أجرى عدة عمليات جراحية على مدار السنوات الماضية، وهو متزوج وأب لسبعة أبناء. علما أن المحكمة رفضت استئنافا تقدمت به محاميته على قرار تثبيت أمر اعتقاله الإداري. والمعتقل عدال أسير سابق، أمضى في سجون الاحتلال نحو سبع سنوات، منها خمس سنوات بشكل متواصل، وهو متزوج وأب لطفلين، وما يزال محتجزا في زنازين سجن "عوفر". ولفت إلى أن الأسير جواد جواريش، من بيت لحم يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم السادس على التوالي في زنازين سجن "عسقلان"، للمطالبة بالسماح له بلقاء شقيقيه المعتقلين في سجون الاحتلال عبدالله، وعرابي جواريش. وذكر نادي الأسير أن الأسير جواريش المعتقل منذ عام 2002، حرم من زيارة شقيقيه منذ 20 عاما، بذريعة وجود "منع أمني" بحقهما، واليوم بعد اعتقالهما يطالب بلقائهما، بعد سنوات طويلة من الحرمان. يشار إلى أن شقيقه عبدالله معتقل إداريا ويقبع في النقب، وشقيقه عرابي ما يزال موقوفا ويقبع في سجن "عوفر". يذكر أن الأسير جواريش محكوم بالسجن مدى الحياة، وكان قد تعرض عدة مرات للعزل.