واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثالث، الاستنفار والتأهب في مستوطنات "غلاف غزة"، وفي محيط قطاع غزة، وذلك مع استمرار إغلاق معابر القطاع التجارية والمدنية، وذلك تحسبا من عمليات قد تنفذها حركة الجهاد الإسلامي ردا على اعتقال القيادي بالحركة بسام السعدي مساء الاثنين الماضي في جنين. وأفاد المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بأن "سلاح الجو الإسرائيلي غطى قطاع غزة بطائرات مسيرة مسلحة في محاولة للبحث عن فرصة لاستهداف خلايا مضادات الدروع". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي، قرر تمديد حالة التأهب والاستنفار على حدود قطاع غزة، حتى مساء الخميس، قابلة للتمديد آخر وفقا لتقديرات الاستخبارات العسكرية. وتشمل القيود المفروضة على مستوطنات "غلاف غزة"، إغلاق مناطق وطرقات متاخمة للسياج الأمني، بما في ذلك محاور زراعية وطرق تربط بين مستوطنات المنطقة، تحسبا من نيران مضادة للدبابات أو القنص ردا على اعتقال السعدي. ويأتي ذلك، عقب جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، الذي بحث التطورات الأمنية والتوتر على جبهة غزة والتهديدات بتنفيذ حركة الجهاد الإسلامي، "عملية انتقامية". وأشارت تقييمات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أن تهديدات حركة الجهاد بتنفيذ عمليات عبر إطلاق نيران قناصة أو قذائف مضادة للمدرعات "لا تزال مرتفعة". وفرض الجيش قيودا على حركة الإسرائيليين في المستوطنات القريبة من قطاع غزة، وأغلق الطرق خشية رد عسكري على اعتقال قائد حركة الجهاد في الضفة الغربية، بسام السعدي مساء الاثنين الماضي في جنين. وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، "الاستنفار ورفع الجاهزية لدى الوحدات القتالية العاملة، تلبية لنداء الواجب أمام العدوان الغادر الذي تعرض له القيادي الكبير الشيخ بسام السعدي وعائلته في جنين". من جهة أخرى شرع مستوطنون متطرفون، الخميس، بإنشاء مرافق بالقرب من "عين الساكوت" في الأغوار الشمالية بمحافظة طوباس، شمال الضفة الغربية. وقال الناشط المحلي فارس فقهاء، إن "المستوطنين شرعوا ببناء إنشاءات من الإسمنت والحديد في المنطقة، ومنعوا المواطنين من الدخول إلى محيط نبع الماء فيها". يشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وضعت، قبل حوالي عامين، بوابات حديدية في محيط عين الساكوت. وتشهد منطقة الأغوار الشمالية نشاطا متصاعدا من قبل المستوطنين للاستيلاء على ينابيع وعيون المياه. ويذكر أن المستوطنين أحكموا سيطرتهم على "نبع خلة خضر"، من خلال وضع مرافق في محيطها، ومنع الفلسطينيين من الاقتراب منها مؤخرا، بالإضافة إلى الاستيلاء على "نبع عين الحلوة" بالطريقة ذاتها قبل حوالي عامين. كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر الخميس، حملة مداهمات وتفتيشات واسعة في مناطق مختلفة بالضفة الغربيةوالقدس المحتلتين، تخللها اعتقال عددا من الشبان. وأفاد نادي الأسير بمداهمات في مناطق مختلفة بالضفة، تخللها اقتحام وتفتيش عشرات المنازل وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية. ووفقا لنادي الأسير، اعتقلت قوات الاحتلال 22 فلسطينيا جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، وذلك بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال. وتركزت الاعتقالات في محافظة طولكرم، حيث اعتقلت قوات الاحتلال هاني قاسم من مخيم نور شمس، والذي كان قد أصيب قبل أيام برصاص قوة إسرائيلية خلال اقتحام سابق للمخيم. كما تم اعتقال أشرف هاني عبد الله، وعبد الله إياد عبد الله. وفي محافظة نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين أحمد جمعة، وعدي عنتر، عقب اقتحام منزليهما.