أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، استنفار قواته على جبهة غزة ورفع حالة التأهب على طول الشريط الحدودي وفي تخوم مستوطنات "غلاف غزة"، وذلك تحسبا لهجمات قد تنفذها حركة الجهاد الإسلامي في القطاع، وذلك في أعقاب اعتقال القيادي في الحركة بسام السعدي في جنين شمال الضفة. ويأتي رفع حالة التأهب الذي يشمل نشر قوات وإغلاق طرقات ووقف حركة القطارات، عقب العملية التي نفذها جيش الاحتلال في ساعات متأخرة من الليل في جنين، وخلالها استشهد الفتى ضرار الكفريني واعتقل القيادي في الجهاد بسام السعدي. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب "إغلاق الطرق والمحاور على طول المنطقة القريبة من حدود قطاع غزة، وإغلاق شاطئ زكيم، ووقف حركة القطارات بين عسقلان وسديروت وإغلاق معبر "إيريز" بيت حانون أمام حركة العمال، بسبب مخاوف من نيران القناصة والصواريخ المضادة من غزة، بعد اعتقال بسام السعدي في جنين". وأشارت المصادر إلى إغلاق سلطات الاحتلال أيضًا حاجز "إيرز" المخصص لتنقل الأفراد من القطاع إلى الداخل المحتل والضفة الغربية. ولفتت المصادر إلى أن سلطات الاحتلال سمحت فقط بعبور الإسعافات التي تحمل مرضى بحالة صحية صعبة، عبر الحاجز. ويتنقل آلاف المواطنين يوميًا عبر الحاجز من وإلى القطاع، ولا سيما العمال الذين يذهبون إلى أعمالهم في الداخل المحتل، والمرضى الذين يتلقون العلاج في مستشفيات الداخل والضفة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن هذه الإجراءات اتخذت بعد تقييمات للوضع الأمني، وعلى ضوء إنذارات استخباراتية تشير إلى احتمال تنفيذ حركة الجهاد هجمات من القطاع عقب عملية جنين. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي قوله إن "رفع حالة التأهب والاستنفار والإجراءات التي يقوم بها الجيش، تهدف إلى منع حركة الجهاد من التصعيد على جبهة غزة". ووفقا لتقديرات الاحتلال، يتوقع أن تطلق حركة الجهاد قذائف صاروخية وصواريخ من طراز "كورنيت" يصل مداها إلى 5 كيلومترات، ونيران رشاشات ثقيلة من القطاع صوب "غلاف غزة". وفي سياق حالة التأهب، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، جلسة مشاورات مع وزير الأمن، بيني غانتس ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية، بشأن الأوضاع والتوتر على جبهة غزة. ويأتي ذلك، فيما نشرت القناة 13 الإسرائيلية رسالة الجيش الإسرائيلي محدثة لسكان "غلاف غزة"، جاء فيها: "لا يزال الوضع الأمني متوترا والطرق مغلقة، ونطلب منكم أن تكونوا في حالة يقظة لأي تطور، تأكدوا من وجودكم بالقرب غرفة محصنة، وحاولوا ألا تتجولوا في الأماكن العامة". من جهتها، أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الاستنفار ورفع الجاهزية لدى مسلحيها والوحدات القتالية العاملة، "تلبية لنداء الواجب أمام العدوان الغادر الذي تعرض له القيادي بسام السعدي وعائلته في جنين". من جهة أخرى، هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي، فجر الثلاثاء، منزلا مأهولا بالسكان في بلدة سبسطية ومنشأتين تجاريتين في بلدة بزاريا قضاء نابلس، بذريعة البناء دون ترخيص. من جهة ثانية، رصدت محافظة القدس إصدار سلطات الاحتلال الإسرائيلي 10 مشاريع استيطانية في المدينةالمحتلة خلال يوليو الماضي، بهدف فرض واقع جديد على المدينة. وأوضحت المحافظة في تقرير يرصد انتهاكات الاحتلال في العاصمة المحتلة خلال شهر، أن من ضمن هذه المشاريع الاستيطانية مشروع لبناء مركز زوار تهويدي في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، وتوسع استيطاني في عدة مستوطنات داخل وفي محيط القدس. وأشارت إلى مواصلة تنفيذ مشروع "القدس الكبرى" على أرض الواقع من خلال استمرار آليات الاحتلال بتنفيذ مشاريع أنفاق تحت الأرض بهدف زيادة عدد سكان المستوطنات من خلال تسهيل تحركهم.