تظاهر مئات السودانيين أمس الاحد، لليوم الرابع على التوالي في الخرطوم وضواحيها، احتجاجاً على استمرار الحكم العسكري. وكانت قد شهدت العاصمة السودانية اكثر ايامها دموية منذ بداية العام، بعد مقتل تسعة متظاهرين يطالبون بعودة المدنيين إلى السلطة، وانهاء الحكم العسكري، الذي ادخل البلاد في حالة من التوتر السياسي وعمّق الأزمة الاقتصادية. وأنهى الحكم العسكري، الذي قاده الجيش في 25 أكتوبر 2021، تقسيماً هشّاً للسلطة بين المدنيين والعسكر، الذين تمّ تنصيبهم بعد الاطاحة بحكم الرئيس السابق عمر البشير، في العام 2019 تحت ضغط ثورة شعبية. وكانت قوات الدعم السريع، بدأت بنشر دوريات مكثفة حول المقر العام للجيش في الخرطوم، وفي شوارع وسط العاصمة، ومحيط المقرات الأمنية والحكومية، وجرى تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. وتعتبر قوات الدعم السريع، قوة عسكرية نافذة بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني. ويتهم معارضون للسلطة هذه القوات بالتورّط في قمع انتفاضة العام 2019، وقتل عشرات المتظاهرون في الأحداث الأخيرة. من جانبها دانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة ميشيل باشليه، قمع المتظاهرين الذي حدث يوم الخميس المنصرم، وطالبت ب"تحقيق مستقل". يذكر أن عدد قتلى التظاهرات قد وصل الى 114 قتيلاً، كان أخرهم سقوط قتيل يوم السبت، عندما توفّي متأثراً بجروح أصيب بها، في مسيرة 16 يونيو. وفي الثامن من يونيو، بدأت الاممالمتحدة والاتحاد الأوروبي حواراً شاملاً، بهدف وضع حدّ للمأزق السياسي في السودان، ولكن الكتل المدنية الرئيسية قاطعت المبادرة.