ليلة مجنونة ختمنا بها دوري محمد بن سلمان لهذا الموسم، ليلة مجنونة أكدت على أحداث دوري مجنون، الدوري الأفضل آسيوياً وعربياً ومن أفضل وأقوى خمسة دوريات على مستوى العالم من وجهة نظر الكثيرين، النهاية هلالية بامتياز، حسمها الزعيم سيد آسيا الأزرق الهلالي، فوز صعب، مباراة حماسية للحظات الأخيرة من الثواني الأخيرة أمام الفيصلي، الذي كان يلعب لأجل البقاء ولأجل تسجيل اسمه أنه من حرم الهلال من اللقب، وعلى الطرف الآخر كان الباطن يحاول جاهداً أن ينجو من طموح وجموح الاتحاد الذي كان يريد الفوز على الباطن مع تعثر الهلال ولو بالتعادل، تعادل الاتحاد وبقي الباطن وهبط الفيصلي، وقبل كل شيء شكراً للفيصلي وشكراً للباطن. الهلال... من أين نأتيك يا هلال وصفاً ومديحاً؟! بطل آسيا الذي شارك في بطولة أندية العالم، يعود إلى المملكة في المركز الرابع، أمامه منافسة صعبة، متمسك الاتحاد فيها بالصدارة، وحظوظ شبابية ونصراوية قوية جداً، لكنه الهلال وبالكود السري رامون دياز وابنه، اكتسح الجميع، وأخرج النصر والشباب من المنافسة، ثم عاد يضغط على الاتحاد حتى الجولات الأربع الأخيرة ليخطف منه الصدارة ويشاركه في النقاط، وتستمر الإثارة حتى الثواني الأخيرة من المباراة الأخيرة في الجولة الأخيرة. هذه عاداتك يا الهلال، وهكذا تحديات وأسلوب تحقيق البطولات هو ما يجعل من الهلال «الهلال»، ولكن وبكل استحقاق وجدارة فإن الاتحاد الشريك الرئيس الذي مع الهلال صنع الإثارة، وقدم لنا موسماً استثنائياً بكل معنى الكلمة، الاتحاد قوي وسيستمر منافساً قوياً على اللقب في المواسم المقبلة، مع دخول النصر وبقاء الشباب رقماً صعباً، ألف مبارك لكل اتحادي وإن كان اللقب راح للهلال، إلا أن التميز والإبداع تشارك الاتحاد به بكل ثقة واقتدار. نبارك للهلال ونبارك للاتحاد، جعلتما من يوم الاثنين الكبير ليلة الثلاثاء ليلة من ليالي الجمال الكروي، وأجزم أن ثلثي العالم كان يتابع ويريد أن يرى ما الذي يحدث في دورينا ومن سيحسم اللقب. هاردلك للفيصلي وحظاً أوفر، ومبارك للباطن ولكل الذين نجوا من الهبوط رغم كل التقارب في النقاط، وتميز الدوري لهذا الموسم لم يكن بالمنافسة على اللقب بين الهلال والاتحاد فقط، بل كان كذلك وأشد قوة في مشكلة الأهلي، معضلة الأهلي، الأهلي الذي هبط ولأول مرة، الأهلي رغم كل شيء غير مفهوم، إدارة ومدرباً وجمهوراً، حتى إننا قلنا إن الأهلي سيلعب بالأعصاب على أسلوب السينما الهندية أو الأميركية، وسينجو من الهبوط في اللحظات الأخيرة، وإن السر سيكون إصرار وتصميم لاعبيه، لكن يبدو أن الأهلي هبط قبل أن يهبط، ولن نقول إلا أننا ننتظر عودة الأهلي، ويبقى السؤال كيف ستكون عودته؟ نبارك مرة أخرى للهلال، نبارك للاتحاد السعودي لكرة القدم، ونبارك لوزارة الرياضة ممثلة بسمو وزيرها عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وفوق هذا كله نبارك لولاة أمرنا سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد -حفظهما الله-، فالتميز أصبح ليس في الإنشاء والبناء الملموس، بل التميز أصبح في الروح والمعنويات، وستستمر المسيرة بإذن الله تعالى، نحو كل تميز سعودي يبهر العالم ويجعل من المستقبل دائماً أجمل. وأخيراً وليس آخراً: شكراً لجمهوري الهلال والاتحاد، رسمتم اللوحة الأجمل. الدوسري وعبدالحميد - عدسة المركز الإعلامي بالهلال فرحة هلالية - عدسة المركز الإعلامي بالهلال