أعلنت روسيا أمس الثلاثاء، منع دخول 25 شخصية أميركية إلى أراضيها، بينهم جيل بايدن، زوجة الرئيس الأميركي جو بايدن، وابنته آشلي، مشيرةً إلى أن ذلك يأتي ردًا على العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو. وتتضمن اللائحة أيضًا، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وأعضاء آخرين في المجلس على غرار شارل غراسلي، وكيرستن جيليبراند، وسوزان كولينز، وأساتذة جامعيين مثل فرانسيس فوكوياما. وسبق أن فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على الرئيس بوتين، وأفراد من عائلته، بينهم ابنتاه. وتتبادل الدول الغربية من جهة، وروسيا من جهة أخرى، فرض عقوبات وعقوبات مضادة منذ سنوات، إلا ان هذه التدابير ازدادت منذ أن أطلقت موسكو حملتها العسكرية على أوكرانيا. وقد اتخذ كل من الطرفين تدابير صارمة ضد الآخر، بينها طرد دبلوماسيين وقيود تجارية وعقوبات وغيرها. من جانبه أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن قادة مجموعة السبع المجتمعين في قمة ألمانيا، سيطلقون العمل الهادف لوضع آلية لتحديد سقف للنفط الروسي، بهدف ضرب مصدر مهم لعائدات موسكو. وقال المسؤول قبل ساعات من اختتام القمة: إن مجموعة السبع ستطلب من الوزراء العمل بشكل عاجل، على وضع سقف لأسعار النفط، بالتشاور مع دول أخرى والقطاع الخاص، بهدف وضع مثل هذا السقف. بالتالي فان البيان الختامي المنتظر مع انتهاء هذه القمة، سيشمل اتفاقا مبدئيا على وضع هذه الآلية غير المسبوقة والمعقدة، التي تهدف الى منع روسيا من بيع نفطها مقابل ما يفوق سعرا معينا. وكان المستشار الأبرز للرئيس الأميركي جيك ساليفان، اعتبر ان التوصل الى اجماع حول هذا الموضوع سيكون "خطوة هائلة الى الأمام، وأحد أهم النتائج لقمة مجموعة السبع". لكنه أقر بالصعوبة التقنية لمثل هذا المشروع، قائلا: "إنه ليس شيئا يمكننا سحبه من أدراجنا، كما لو كانت طريقة تم اختبارها واعتمادها. إنه مفهوم جديد". وفي السياق ذاته، قال الكرملين أمس الثلاثاء، إن حربه على أوكرانيا ستنتهي، عندما تستسلم السلطات والجيش الأوكرانيين. وصرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "يمكن للجانب الأوكراني إنهاء النزاع في غضون يوم واحد، بإصدار أوامر للجنود والوحدات القومية بإلقاء السلاح، ويجب تنفيذ كل الشروط التي وضعتها روسيا، حينها سينتهي كل شيء". ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء، إنها قصفت بالصواريخ مستودع أسلحة في مدينة كريمنتشوك الأوكرانية، مما أسفر عن انفجار مستودع للذخيرة، أدى إلى نشوب حريق في مركز تجاري قريب، ومقتل ما لا يقل عن 18 شخصاً. فيما وصفته "كييف" بقصف صاروخي روسي على مركز تجاري مزدحم في كريمنتشوك، بينما وصفت "مجموعة السبع" الهجوم بأنه جريمة حرب روسية، في حين وصفه الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي: "بأنه أحد أكثر الهجمات الإرهابية تحديا، في التاريخ الأوروبي"، متهما روسيا باستهداف المدنيين. وقد رفضت موسكو أمس الثلاثاء تلك المزاعم، وقالت إنها قصفت على نحو شرعي هدفا عسكرياً في المدينة، مضيفة أن مركز التسوق غير مستخدم. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان له: "قصفت القوات الروسية مستودعا في كريمنتشوك، يضم أسلحة قادمة من الولاياتالمتحدة وأوروبا، وتشمل أسلحة جوية عالية الدقة، ونتيجة للضربة الدقيقة، أصيبت الأسلحة والذخائر الموجودة في المستودع، ما تسبب في نشوب حريق بمركز تجاري لا يعمل، بالقرب من المستودع". بينما قالت أوكرانيا: إن المركز التجاري كان فيه نحو ألف شخص، وقت القصف، وأن الجهود لازالت مستمرة لإنقاذ واستخراج الناجين والجثث. وكانت روسيا قد نفت مرارا استهداف مناطق مدنية خلال المعارك، في حين تقول الأممالمتحدة: إن 4700 مدني على الأقل قتلوا منذ بداية الغزو في 24 فبراير الماضي. وفيما يخص أزمة الغذاء الناتجة عن الحرب، حضّت دول مجموعة السبع الصناعية المجتمعة في ألمانيا، البلدان والشركات التي تملك مخزونات غذائية، على المساعدة في تخفيف حدة أزمة الجوع، الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، وتعهّدت بتقديم 4,5 مليار دولار إضافي لمكافحة انعدام الأمن الغذائي. ودعت جميع الدول إلى تجنّب المبالغة في تخزين الغذاء، الذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الأسعار بشكل إضافي. وتعهّد قادة الدول السبع أيضًا تقديم 4,5 مليار دولار إضافي، لمكافحة انعدام الأمن الغذائي، ما يرفع المبلغ المخصص لهذه الغاية هذا العام إلى نحو 14 مليار دولار. وكرّرت مجموعة السبع "نداءها العاجل إلى روسيا كي توقف بدون شروط، حصارها للمرافئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، وتدميرها للبنى المرفئية ووسائل النقل الرئيسية وصوامع الحبوب ومحطاتها، واستيلائها على منتجات ومعدّات زراعية في أوكرانيا وكافة الأنشطة الأخرى التي تعيق الإنتاج، وتصدير الحبوب والصادرات الأوكرانية. وقالت المجموعة: "إن هذه الأفعال لا يمكن اعتبارها سوى اعتداء ذو دافع جيوسياسي، ضد الأمن الغذائي العالمي".