تريليون مبارك لشباب الأخضر السعودي لفوزه ببطولة آسيا للشباب تحت سن 23، الفوز كان غالياً قوياً ومدوياً على صاحب الأرض والجمهور المستضيف الأوزبكي، بهدفين ولا أروع، مباراة ولا أروع، أداء مميز وإدارة فنية وطنية عرفت جيداً كيف توظف إمكانات الشبان، وكيف تصنع منهم فريقاً بروح الثقة والرغبة في الفوز، نجوم على الطريق قادمون بقوة، مسلحون بالثقة والألقاب، أنديتنا لا بد الآن أن تبدأ العمل على صناعة النجوم بدلاً من التركيز على شرائهم من الخارج. لم تكن المباراة سهلة، ولم تكن البطولة من أساسها سهلة، لكن شباننا كانوا على الموعد بكل اقتدار وشجاعة، ولعبوا لأجل وطنهم بروح عالية، فدائية وانضباط، لم يقدموا فقط صورة عن مدى تطور كرة القدم السعودية وعن أحقية أن تكون سيدة آسيا الأولى بلا منازع، بل قدموا صورة مشرقة رائعة عن طبيعة الشعب السعودي وأخلاقه ورقيه، خاصة عندما قاموا بعمل ممر شرفي للفريق الأوزبكي حين خرج لاستلام الميداليات الفضية للمركز الثاني، تصفيقهم للاعبي الأوزبك وتحيتهم لهم، كان لها صدى رائع جداً في العالم كله وليس في آسيا وحدها. كل الشكر للاتحاد السعودي لكرة القدم، وكل الشكر لوزير الشباب والرياضة عبدالعزيز بن تركي الفيصل، الذي تتوالى الإنجازات في عهده، وكل الامتنان والعرفان الواجب والمستحق لولاة الأمر، الذين لا يألون جهداً لدعم المسيرة الرياضية في المملكة، وهذه البطولة باسم الشعب السعودي نقدمها هدية متواضعة لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي سمو ولي العهد الأمين حفظهما الله وأطال لنا في عمرهما ونصرهما، ونعاهدكم على أن راية التوحيد ستبقى خفاقة منتصرة حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وطبعاً كل الشكر والعرفان للاعبين الأبطال ولأهاليهم آباء وأمهات وإخواناً وأخوات، فرحتهم بهذا الفوز مكملة لفرحتهم بتمثيل أبنائهم لوطنهم في المحافل الرياضية العالمية، كل التحايا لهم، تعبوا واجتهدوا خدمة لوطنهم أولاً، وتأدية لمسؤولياتهم تجاه أبنائهم، فبوركت جهودكم، ومبارك كثيراً لكم فرحتكم بهذا الإنجاز الغالي الكبير. لن نتحدث عن الدوري السعودي الذي سيعود مجدداً، ولن نتحدث عن كأس العالم في الدوحة 2022، بل اليوم فرحتنا بالشباب، وستستمر الأفراح دائماً بإذن الله تعالى في وطني، ولكن لا يمنع أن نتحدث قليلاً عن مستقبل هؤلاء الشباب في الأندية السعودية، واستمرار مسيرة تنميتهم وتطويرهم وتحسين مستواهم، فعندما تصنع لاعبين يعرفون معنى الانتصار ويعون جيداً معنى أن يكونوا على المنصة دائماً، فإنهم سيوسعون طموحاتهم ويكبروها لنصل يوماً إلى منصات ككأس العالم والأولمبياد وأية بطولات أخرى. كم وكم نتمنى أن نجد أنفسنا على منصات التتويج العالمية في رياضات أخرى غير كرة القدم، حلم وطموح، وأجمل ما فيهما كحلم وطموح أننا واثقون بأننا قادرون على تحقيق الإنجاز. دعواتي وأمنياتي لسمو وزير الرياضة والشباب عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وأن نرى قريباً خطة عمل فعلية للمنافسة في رياضات أخرى جماعية فردية، وأن نسعى إلى توسيع محيط السعودية سيدة آسيا في كرة القدم، لتصبح سيدتها في أنواع الرياضة كلها. د. طلال الحربي