أجمع عدد من الخبراء والمختصين المحليين والدوليين على أن المؤتمر الوطني الثامن للجودة الذي تستضيفه المدينةالمنورة تحت شعار "جودة مستدامة.. لوطن طموح"، يهدف من خلال الحضور العالمي المميز إلى تعزيز استدامة الجودة وكيفية الانتقال من النظرية إلى التطبيق وتحويل المعضلات في تطبيق الجودة إلى فرص للتنمية المستدامة، منوهين بالرؤية المستقبلية للملكة 2030 التي أطلقها سمو ولى العهد والتي تعد خطة وطنية تنموية شاملة تهدف لتحويل المملكة إلى أنموذج رائد في الجودة والتميز المؤسسي منا يعزز مكامن القوة لخلق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، وأن مكامن هذه القوة لدى المملكة تتمثل في العمق العربي الإسلامي باعتبار المملكة بلد الحرمين الشريفين، وقبله لأكثر من ملياري مسلم وقوة استثمارية رائدة ومحور ربط للقارات الثلاث. علامة فارقة وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة "مبدعو الجودة" المستشار عبدالله بن محمد النزاوي أن المؤتمر علامة فارقة في تعزيز وتحقيق مستهدفات الرؤية المستقبلية للمملكة، وأن المدينةالمنورة ممثلة في إمارة المنطقة حققت العديد من هذه المستهدفات من خلال إطلاق جملة من المشاريع تتمثل في تحسين جودة الحياة وأنسنة المدينةالمنورة باعتبارها وجهة عالمية لكافة المسلمين تسهم في زيارة عدد الزوار إلى 30 مليون زائر بحلول 2030. فلسفة وقيم فيما أكد الخبير الدولي في مجال الجودة وتطوير الأعمال د. محمد خليفة محمد أن الهدف الأساس للمؤتمر يتمحور في تطبيق مفاهيم وتقنيات ومعايير إدارة الجودة الشاملة في أي منظمة هو تحسين جودة المنتجات والخدمات التي تقدم للعميل وللجمهور، ولا تعني إدارة الجودة الشاملة إصلاحات سريعة يمكن إجراؤها في المنظمة، وذلك لأن نجاح إدارة الجودة الشاملة يتطلب التزاماً كاملاً من كل المنتسبين للمنظمة " قادة ومديرين و عاملين "، وضرورة تبني الجودة الشاملة كفلسفة وقيم مشتركة بينها والعاملين وجمهورها، مشيرا إلى أن أهمية مثل هذه المؤتمرات واللقاءات العلمية في هذا التوقيت تكمن في أن المملكة تستشرف عهدا يقوم على الإتقان والتجويد في جميع الأعمال الممارسات ويظهر ذلك جليا من خلال التوجهات الاستراتيجية للرؤية التي أعلنتها قيادة الدولة والتي تمثل التزاما ودعما كبيرا لمسيرة الجودة والتحسين المستمر في المملكة. تنافسية عالمية وأشار المستشار الإعلامي صديق بابكر الشم أن المؤتمر يعد فرصة للكيانات والمنظمات المحلية والعالمية لتبادل التجارب وتحقيق استدامة الجودة مؤكدا أن النهضة تبدأ بالجودة، وأن المملكة كان لها قصب السبق في تحقيق عدد من مؤشرات الجودة الشاملة والبناء المؤسسي حيث احتلت المملكة المرتبة 21 في مؤشر السعادة بعد رؤية 2030 بعد أن كانت 37 قبل الرؤية، بالإضافة إلى تقدمها الفريد في كتاب التنافسية العالمية الصادرة عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية 2020م بحصولها على المركز الثامن على مستوى دول مجموعة العشرين، مشيرا إلى أنه من أهم دوافع ومعززات الجودة إحياء الضمير وإيقاظ مبدأ المراقبة الذاتية، وهذا معناه مطبق في قيمة عظيمة من قيم الإسلام وهو مبدأ الإحسان وتقريباً لهذا المعنى يقول عليه الصلاة والسلام: "إن الله كتب الإحسان في كل شيء .."، فالحديث يحث المسلم على الجودة والاتقان في أداء العمل.