مبارك لنادي الفيحاء فوزه بكأس خادم الحرمين الشريفين، في مباراته الأكثر من رائعة مع الزعيم الهلال، كانت مباراة رائعة جداً، ولعب الهلال فيها وهو يريد الفوز بالكأس، الهلال عينه على الكأس لتخفيف الضغط عنه في ملاحقته للاتحاد على لقب الدوري، وبالتالي خروجه بكأس الملك يعني تحقيقه للقب محلي هذا الموسم، لهذا دخل المباراة النهائية أمام الفيحاء وهو يريد إنهاءها من الشوط الأول بنتيجة كبيرة، غير أنه اصطدم بتكتيك دفاعي رائع جداً من الفيحاء، وبرغبة جارفة لدى لاعبي الفيحاء أولاً بأن يحققوا الكأس، وثانياً بأن يبرهنوا أنهم لاعبون على مستوى عال جداً، وأن النادي يمر بفترة انتعاش ممتازة، ورغم وجوده في المركز السادس إلا انه أسهم في عدد من المباريات في رسم شكل ترتيب الدوري الآن، وأولهم الهلال الذي تعادل وهزمه فخسر خمس نقاط كانت كفيلة بتصدر الهلال للدوري الآن، لكن الفيحاء قال كلمته، وكلمته لم تنفذ فقط على الهلال، بل تعدت ذلك لتضرب الاتحاد متصدر الدوري، والحديث عن كلاسيكو السعودية الهلال والاتحاد. الهلال بعد خسارته أمام الفيحاء والمباراة التي تليها هي مواجهة الاتحاد والفارق بينهما 6 نقاط، وبأريحية لو فاز الهلال بكأس الملك، للعب بضغوط أقل أمام الاتحاد، ولكان أمر مختلفاً عما حدث في مواجهة الاتحاد والهلال في إياب الدوري، لان الهلال خرج مصدوماً، ودخل مباراة الاتحاد بضغوط أكثر، وهنا تبرز أهمية الإدارة والمدرب واللاعبين أنفسهم، وأهم من ذلك كله الجمهور الذي رغم الخسارة أمام الفيحاء إلا أنه بقي خلف فريقه مشجعاً محمساً لهم، وكان أن دخل لاعبو الهلال مباراة الاتحاد وهم ورغم كل الضغوط ورغم الغيابات والتوقفات، إلان أنهم دخلوا وهم واثقون أنهم سيفوزون، وهذا ما تبين من مجريات المباراة فعلياً. الاتحاد ورغم تسجيله الهدف الأول، ورغم إضاعته لعدد من الفرص خاصة حمدالله أمام مرمى الهلال، الا ان الاتحاد لم ينتبه ألى أمر مهم جدا وهو شخصية البطل حين يشعر انه سيخسر كل شيء، لهذا ورغم غيابات الهلال عاد في الشوط الثاني، ليقلب النتيجة بلعب جماعي وفرديات خدمت تكتيك اللعب، وهزم الاتحاد على أرضه وبين جمهور بثلاثة أهداف لهدف. الهلال لعب امام الاتحاد وهو ما زال يتحسس طعم الخسارة أمام الفيحاء، وجعل الفارق بينه وبين الاتحاد ثلاثة نقاط فقط، لينقل الصراع بينهما إلى مرحلة أخرى مختلفة تماماً. المتبقي الآن ثلاث مباريات لكل فريق، المطلوب من الهلال الفوز بها جميعاً، ولو حصل هذا لأنقذ موسمه امام جماهيره، ولتم تحميل ما حدث كليا وفيه من الحقيقة الكثير للمدرب السابق جارديم، ولأخذ دياز نفساً ودعماً قوياً للموسم القادم، وبالتالي فإن فوز الهلال بالدوري يعتمد أولا على فوزه بكل المباريات المتبقية، وخسارة الاتحاد لمباراة واحدة أو التعادل في مباراتين، والاتحاد لكي يضمن الدوري عليه الفوز بسبع نقاط، فوزين وتعادل، وبغض النظر عن الفرق التي سيواجهها الهلال والاتحاد، فإنها ستكون فعلياً في أرض الملعب، أقوى فرق الموسم، لان كل منها سيواجه فريقاً واقعاً تحت ضغوطات كبيرة، وهو يلعب للمتعة وبنفس الوقت ليسجل للتاريخ أنه من أوقف مسيرة الاتحاد أو أنهى طموح الهلال. لن تكون مباريات سهلة، وإن كانت فرصة الهلال في كسب ال9 نقاط المتبقية أسهل نظراً لقوة الفريق وبنفس الوقت إذا عاد المصابون، والاتحاد الفريق فوق العادة هذا الموسم، لن يواجه خصماً كالهلال من الفرق المتبقية، ولكن الفريق الوحيد القادر على هزيمة الاتحاد وتحقيق المراد للهلال، هو الاتحاد نفسه.