صدر مؤخرا عن دار "Il Cuscino di Stelle" الإيطالية، كتاب الشاعر والناقد الإيطالي دومينيكو بيسانا "Sogno Lettura di poeti stranieri contemporanei " "الحلم وخيبة الأمل"، قراءات حول تجارب شعرية معاصرة من إيطاليا والعالم. تناول الكاتب في هذا العمل ثمانية أصوات شعرية من الشعراء الأجانب الذين تم مؤخرا ترجمة أعمال شعرية لهم إلى اللغة الإيطالية، والشعراء حسب ظهورهم على غلاف العمل: علي الحازمي "السعودية" - بيسر بوجسيف "بلغاريا" - جينو لينويبر "ألمانيا" - جوليانا محمتي "ألبانيا" – مسعود سينول "تركيا" – الأمير سوكولوفيتش "البوسنة" – زوسي زوغرافيدو "اليونان" - جيو فاسيلي "رومانيا". ويرى المؤلف بعد طرح سؤال.. ماذا يمكن أن يمثل هذا العمل في عصرنا؟ ليجيب: مع العولمة، اتخذ العالم وجهًا ملتبساً يزداد غموضًا مع مرور الوقت، فهو أحياناً يطل علينا بتلك الاطلالة الساحرة بكل ما تحمل من ضوء وتحرر، وفي أوقات أخرى يطل علينا بذلك الوجه المأساوي المحرض على العنف. عندما يتطلع المرء إلى ضوء كامل يشمل كل الأشياء، فإن هذا التسمم الكلي يصبح بلا هوادة، لذلك لا يتواجد الشعراء على خارطة العالم لمجرد كتابة القصائد فحسب وإنما للمساعدة في إلقاء الضوء على العالم وتحسينه وجعله أكثر حرية، إن أزمة عصرنا تطلب من الشعراء بُعدًا عمليًا واجتماعيًا لا يظهر فيه دور الشعر على أنه "تأملي " فحسب، بل دور يمكنه من السعي إلى التطبيق العملي كوسيلة لتغيير العالم. هل هناك خيط يوحد الشعراء في كتابك هذا؟ "الحلم" عنصر مشترك بين الشعراء الذين قمت بدراسة وتحليل أعمالهم. كنت أفكر اثناء قراءة هذه الأعمال، بمقولة لفرناندو بيسوا عندما قال: إنه "إذا لم تمنحنا الحياة سوى زنزانة سجن، فلنتأكد من تزيينها، على الأقل بظلال أحلامنا". إن القصائد الشعرية التي تعاملت معها في هذا الكتاب هي "عمل إبداعي" يمتلك صوراً قوية، بالإضافة إلى أنها تمتلك طاقتها القادرة على التأثير في قلب القارئ؛ كما يوجد في القصائد مسار شعري مشترك، يتميز بثلاثة آفاق تتكامل مع التنوع: أولاً وقبل كل شيء، بُعد الآخر، أي الانفتاح على الآخر، ثم قوة الكلمة واللغة الشعريتين، وأخيراً تعبير هام وتجلي للحالة الوجودية للإنسان المعاصر. في هذا الموطن يتكشف التوجه الأخلاقي والجمالي لتلك القصائد، مع الإدراك - كما يقول إيجينو جيورداني - "الحضارة هي نظام للأفكار: والأفكار يتم تداولها خاصة عن طريق الكتب"؛ وأيضًا، مع الاقتناع بوجود علاقة بين الشعر والأخلاق، وهي علاقة حيوية في اتجاه الوظيفة التواصلية للتعبير، وعلى مستوى الحوار وتعزيز الانفتاح على الآخر، كما قال بول سيلان أيضًا نقول، لقيادته إلى التفكير، لنقل الإحساس بالجمال كقيمة في حد ذاتها يعبر عنها كل شعور شعري حقيقي.