تزينت الجوهرة المشعة بإستاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، وابتهج الرياضيون في جميع أنحاء المملكة بالحضور والتشريف الكبير في العادة السنوية عندما تعانق القيادة السياسية وترعى الحدث الأكبر والأهم، وهو نهائي أغلى البطولات وأهمها في جميع منافسات الموسم الرياضي السعودي كافة، وهي بطولة كأس الملك، والتي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحضرها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهذا العرف السنوي عهده الجميع، حيث يعانق الملك ويلتقي أبناءه الرياضيين، وفي نهائي هذا الموسم الذي جمع زعيم نصف الأرض، الزعيم العالمي الملكي الحقيقي، وصاحب الحضور الطاغي في النهائيات، من لديه لاعبين من ذوي الخبرة الكافية في حسم مثل هذه اللقاءات المهمة، ويمتلك تسعة ألقاب، أما الطرف الآخر فهو الذي يشارك لأول مرة في تاريخه وهو الفيحاء، حيث دخل لاعبوه النهائي الكبير لتحقيق هدف واحد، وهو حلم لطالما راود عشاقه ومحبيه، ألا وهو تحقيق إنجاز ولأول مرة حيث الفرصة مواتية لتحقيقه، رغم أن الوصول للنهائي بحد ذاته يعد إنجازاً، خصوصاً بعد إزاحته للاتحاد في نصف النهائي، وبالفعل كان لهم ما أرادوا بالعزيمة والإصرار وعدم اليأس، واستطاعوا تحقيق اللقب الكبير وحفر اسمهم بحروف من ذهب في سجلات التاريخ ضمن أبطال كأس الملك، ومن تشرفو بتحقيق أغلى البطولات، فالهلال رغم تقدمه في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول بقدم نجمه المبدع والحاضر بقوة هذا الموسم الكابتن سالم الدوسري، وطبعاً الهلال كاد أن ينهي المباراة من الشوط الأول ولكن لم يوفق لاعبوه وأتى هدف التقدم متأخراً، وفي الشوط الثاني كان لنجوم البرتقالي كلمتهم، ووضح مدى الجدية والإصرار على تعديل النتيجة، وتحقق لهم ذلك بقدم لاعبهم الأجنبي رامون لوبيز في الدقيقه 66، ليستمر اللقاء على النتيجة نفسها، وكاد الفيحاء أن يسجل هدف البطولة في أكثر من مناسبة، ولكن ذلك لم يتحقق، ليتواصل الأداء، ومن ثم أوقات إضافية، وابتسمت عقبها ركلات الترجيح لأبناء المجمعة، وتألق حارس الفيحاء في التصدي لركلات الترجيح، ومنح فريقه النجومية والبطولة، محققين أول بطولة في تاريخ ناديهم، ليثبتوا للجميع خصوصاً من كان يجزم قبل المباراة بفوز الهلال وتناسوا أن الفيحاء هزم الهلال في الدوري قبل أسابيع، وها هو يكرر ذلك في نهائي الحلم، ويكرر إنجاز شقيقه الآخر الفيصلي الذي حقق البطولة الموسم الماضي، وبذلك يكون أبناء المجمعة متخصصين في تحقيق ألقاب الكؤوس، فهنيئاً لهم ذلك، والبطولة التي استحقوها بعطاء لاعبيهم وأداء ممتع من قبلهم، ويكفي أنهم حققوا البطولة بعد فوزهم على الاتحاد ومن ثم اتبعوه بالهلال وهذا دليل على جدارتهم بتحقيق البطولة وليس من قبيل الصدفة، أما الزعماء فرغم سيطرتهم في الشوط الأول إلا أنهم لم يقدموا ما يشفع لهم بتحقيق البطولة العاشرة، ولا ندري سبب التراجع الفني، وهل اكتفى الباشا دياز بما حققه من انتصارات في الجولات الماضية ولم يعد لديه أي جديد يضيفه أم أن هناك أسباب أخرى لا نعلمها، عموماً ألف مبروك للفيحاء إدارة ولاعبين وجهازاً فنياً، وكل من ساهم في هذا الإنجاز وتحقيق البطولة الغالية والأولى لهم، وأيضاً إضافة بطل جديد في سجلات البطولة الأغلى، وإن شاء الله إلى مزيد من الانتصارات وتحقيق الإنجازات التي تسعد جماهيرهم ومحبيهم.