النظام الدموي أعدم 120 ألف شخص معظمهم من «مجاهدي خلق» يبذل النظام الإيراني جهودًا غير عادية للتغطية على أوضاع حقوق الإنسان والانتهاكات الفظيعة التي تُرتَكب منذ أكثر من 4 عقود. ويجتهد هذا النظام من أجل لفلفلة الحقائق وتضليلها بالزعم أن قضية حقوق الإنسان في إيران مُسَيَّسة من الأساس ضد النظام، وأنها تفتقد المصداقية في المعلومات التي تذكرها بهذا الصدد.. ومع أن المعلومات التي تنشرها المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وتستند عليها في إصدار قراراتها وبياناتها، إلا أن النظام وبحكم طابعه وأسلوبه الديماغوجي يصر على تكذيب تلك المعلومات، وأنها مزيفة ولا تمت للواقع بصلة! لذلك النظام الإيراني لا ينتهك حقوق الإنسان للشعب الإيراني فقط، بل حتى السجناء أيضًا، وقد سبق للمقاومة الإيرانية أن نشرت كثيرًا من المعلومات الدامغة عن الواقع المزري للسجون في إيران، وكيف أن السجناء يعانون أوضاعًا سلبية بالغة، يندر أن تجد لها مثيلًا حتى في أكثر الأنظمة قمعًا واستبدادًا، وفي هذا السياق أجرت «الرياض» حواراً مع عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الدكتور علي صفوي، أجاب من خلاله عن أهمية الحملة الكبرى التي قامت بها المقاومة لإفشاء معلومات مهمة عن الوضع الكارثي واللا إنساني للسجون الإيرانية وفضح ممارسات النظام بحق السجناء في سائر أرجاء إيران، ولا سيما أن هذه المعلومات تستند على أدلة قطعية دامغة من الوثائق، وإليكم نص الحوار: هناك عدد من الأجانب المعتقلين في السجون الإيرانية بتهمة التجسس، هل هم حقًّا جواسيس؟ * فيما يتعلق بسؤالكم حول الأجانب المحتجزين كجواسيس في إيران، هل هم بالفعل جواسيس، فهذا التصريح كذب محض من قبل النظام، فهو في الواقع يستخدم الأجانب ومزدوجي الجنسية رهائن لابتزاز الأطراف الغربية والحصول على امتيازات منها. لا تنسوا أن هذه العملية بدأت بالفعل للمرة الأولى عام 1979م باحتجاز 42 دبلوماسيًّا أميركيًّا رهائن لمدة 444 يومًا، ثم رأينا أن مواطنين من دول أخرى احتُجِزوا رهائن، منهم صحفيون فرنسيون من قبل مرتزقة الملالي، بما في ذلك حزب الشيطان في لبنان، الذي سعى أيضًا للحصول على تنازلات من الحكومة الفرنسية للضغط على المقاومة الإيرانية التي كان زعيمها وأعضاؤها في فرنسا في ذلك الوقت. كما نرى حاليًّا أحمد رضا جلالي المواطن الإيراني البلجيكي المختطف من قبل الملالي رهينةً للتأثير في محاكمة أربعة من مرتزقة النظام الإرهابيين، وأحدهم الدبلوماسي أسد الله أسدي، الذي اعتُقِل مع العملاء الثلاثة المتآمرين معه خلال مؤامرة تفجير فاشلة ضد التجمع الكبير للمقاومة الإيرانية في يونيو 2018م، وأُدِينوا في المحكمة، وحُكِم عليهم بالسجن فترات طويلة. وفي اليوم نفسه الذي انتهت فيه المحاكمة وأعلن القضاة أنه سيتم الحكم عليهم في 14 يوليو، أعلن النظام أنه سيعدم جلالي في 21 مايو. وفي السويد لدينا أيضًا محكمة تحاكم حميد نوري أحد جلادي النظام، الذي انتهت محاكمته أخيرًا. وأحبطت المقاومة الإيرانية مؤامرة النظام ضدها، وأفشلت كذلك محاولته لتبييض مرتزقته في الخارج وما يسمى بالتقليل من شأن مجزرة عام 1988م. لماذا يتمادى النظام في هذه السلوكيات الإجرامية؟ وهل هناك من أساليب يتبعها الغرب لردعه أم هناك عجز أم هو التواطؤ؟ * يُعزى نهج هذا النظام وسلوكه الشائن في هذه السنوات إلى سياسة الاسترضاء التي ينتهجها المجتمع الدولي معه، فجميعنا يذكر أنه في اليوم التالي لتوقيع الاتفاق النووي في يوليو 2015م، تلقى النظام فعليًّا 1.7 مليار يورو نقدًا وأعاد 4 أشخاص، اثنان منهم من الإيرانيين الأميركيين إلى الولاياتالمتحدة. كما تلقى النظام كثيرًا من الأموال مقابل الإفراج عن نازانين زاغري، وهي مواطنة بريطانية، وحصل على نحو 400 مليون جنيه من الحكومة البريطانية مقابل الإفراج عنها. هل ما زال النظام يمارس تلك الأعمال الابتزازية؟ * نعم، بالتأكيد، فقبل يومين أو ثلاثة أيام، اعتقل النظام سائحين فرنسيين يعملان أيضًا مدرسَيْن، لمحاولتهما الإخلال بأمن البلاد، وخلق حالة من عدم الاستقرار، بحسب تصريحات زاعمة من نظام الملالي وهو أيضًا أمر مضحك جدًّا. النظام، الذي يدعي أنه يمتلك أحد أقوى الجيوش، ويطور برامج الصواريخ، ويرسل السفن، يشعر الآن بالقلق من أن اثنين من المدرسين سيأتيان لخلق ما يسمى زعزعة الاستقرار في البلاد. لذلك فإن القول عمومًا بأن الموقوفين في إيران جواسيس كلام سخيف، لا يقبله العقل والمنطق. طهران تقول لا يوجد لدينا سجناء سياسيون، فهل هذا صحيح؟ * إن القول إنه ليس لدينا سجناء سياسيون هو أيضًا هراء، يجب أن نسأل عن 120 ألف شخص تم إعدامهم في السنوات ال43 الماضية، وهم أعضاء وأنصار لجماعات سياسية، 90 ٪ منهم ينتمون إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. ويجب أيضًا أن نسأل عن الثلاثين ألفًا، الذين أُعدموا سرًّا خلال مذبحة عام 1988م في غضون أسابيع قليلة، وظهرت تفاصيل وأجزاء منها في محاكمة حميد نوري..إذا لم يكن هؤلاء سجناء سياسيون فمن هم إذن؟ لذلك، وردًّا على سؤالكم، لا بد لي من القول إن آلاف المعتقلين السياسيين محتجزون حاليًّا في سجون مختلفة في إيران. ولدينا أسماء العديد منهم، وقد أعربت المنظمات الدولية عن قلقها حيال ذلك، مثل منظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان. لماذا تؤكدون على تكذيب النظام الإيراني في كل القضايا؟ * لأنه ببساطة ينبغي ألا نصدق أيًّا من تصريحاته هذه أو غيرها، فكل ما ينطق به النظام كذب، وسأضرب لك مثالًا واضحًا على ذلك، كما تذكرون، لقد أنكر النظام دائمًا أنهم كانوا يبحثون عن الحصول على قنبلة نووية، لكن في الأسبوع الماضي، أفاد علي مطهري، النائب السابق لرئيس نظام الملالي، بأنه "منذ اليوم الأول لبدء برنامجنا النووي، كان هدفنا هو الحصول على قنبلة. وكان مجاهدو خلق هم من فضحنا ومنعونا من تحقيق هدفنا، قائلين إنه إذا كنت لا تبحث عن قنبلة، فلا يجب أن تبحث عن التخصيب أولاً، يجب أن تبحث عن مفاعل". لذلك النظام الإيراني دأب على لغة المغالطة والسفسطة من حيث إنكار المعلومات والحقائق المنشورة على الصعيد الدولي، وهنا من المفيد جدًّا الانتباه إلى ملاحظة مهمة، وهي أن معظم المعلومات الموثقة المعلنة بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في إيران يأتي من جانب المقاومة الإيرانية الخصم اللدود للنظام، ولذلك فإن الأخير يصر على إنكارها على طريقة حتى لو طارت فهي عنزة! د. علي صفوي