في تاريخنا العربي الحديث أمثال خالدة وأشهر من نار على علم، ومن هذه الأمثال "طير ابن برمان" الذي أدبه صاحبه منذُ صغره، وصبر على تربيته فترة من الزمن ليست بالقليلة حتى اكتمل من جميع النواحي، الجسم والريش والقدرة على الهدد لمسافات طويلة والتمكن من المناورة ومواجهة فرائسه بحذر وتمكن وقوة، وبعد أن اطمأن "ابن برمان" على حسن تربيته وتدريبه لطيره اشتاق للقنص والصيد مما أولاه اهتمامًا وعناية كبيرة فذهب به للصيد موطن الفرائس والقنص وما أن هد "ابن برمان" طيره إلا وإذا به يصول ويجول عاليًا في السماء ليختفي بعد ذلك عن الأنظار فترة أشعلت بداخل صاحبه القلق والحيرة من هذا التأخير، وما هي إلا فترة ليعود "لابن برمان" طيره بصيدة صادها في غفلة منها وإذا بها حية (ثعبان) ملتوية على بعضها أمسك بها فرفعهًا عاليًا ثم أتى بها مسرعًا يسابق الريح ليلقيها فوق رأس صاحبه ومن دربه وقتا من الزمن "ابن برمان" ظنًا منه أنه أتى له بما لم يأت به أحد من قبله دون أن يدرك أنه أتى لصاحبه بالسم والهلاك والموت! هذه القصة التي سارت بها الركبان حتى وإن كانت من سوالف الأنس المعتادة قديمًا بين العرب، وأن لم يصدقها البعض إلا نجم وسط الهلال ومنتخبنا الدولي محمد إبراهيم كنو جسدها على أرض الواقع بكل صورها فبعد سلسلة من المفاوضات المتواصلة بين محمد كنو وشقيقه من جهة والهلال من جهة أخرى وسط قلق وانتظار من عشاق الهلال لجت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بخبر توقيع محمد إبراهيم كنو للمنافس التقليدي فريق النصر الذي كان منسوبوه ينتظرون على أحر من الجمر ما وعدهم به محمد كنو لإعلان الصفقة لجماهيرهم وعشاق ناديهم لضرب المعسكر الأزرق في الضفة الأخرى من العريجا وسط احتفالاتهم الزرقاء، وما أكثرها من احتفالات بعد تحقيق كأس السوبر وخلال الاحتفالات الزرقاء المعتادة والترقب الأصفر للإعلان المرتقب أعلن المعسكر الأزرق عن تمديده لعقد لاعبه محمد كنو وسط ذهول أصفر ومستغرب دون إدراك بأن عودة محمد كنو للتوقيع معهم مرة أخرى بعد التوقيع للمنافس التقليدي النصر والتي أدخلتهم في صراعات ومناكفات غير معتادة من إدارة تُعد بكل المقاييس هي الأنجح عبر تاريخ أنديتنا لا تختلف كثيرًا عن صيدة "طير ابن برمان" الذي كاد أن يقتل صاحبه دون إدراك منه! لن يخسر النصر شيئًا حتى وإن نقض مركز التحكيم الرياضي القرار الصادر من غرفة فض المنازعات فلاعب ترك ناديه الذي قدمه للمجد والشهرة والثراء بحثًا عن فوارق مالية تكاد لا تذكر لا يمكن أن اعتمد عليه في مرحلة يحتاج من خلالها الفريق لنوعية من اللاعبين مختلفة في كل شيء المستوى الفني وقبل ذلك معرفة قيمة من تلعب له بعيدًا عن تأثير المحيطين بك! أما الهلال الذي كان هذا الموسم ساطعًا في سماء الألقاب والبطولات فيبدو أن إدارته ستعيد الحسابات ألف مرة في مستشاريها القانونيين وقبل ذلك أمر استمرار محمد كنو من عدمه بشعار فريقها. فاصلة: قضية محمد إبراهيم كنو بكل أحداثها هي رسالة لجميع لاعبينا المحترفين بالبحث عن مدير أعمال متمكن وإبعاد أفراد عوائل وأسرهم بعيدًا عن مجال ربما لا يفهمونه بالشكل الصحيح.
