الهلال، هو دائماً كلمة السر، هو المنافس الأول الأقوى لمجرد حضوره، وبالتالي فإن السعودية بوجود الهلال تملك كل الحظوظ القوية لنيل لقب بطل أبطال آسيا، خاصة هذه النسخة من الهلال، قوة وانضباط وانسجام ونتائج، وللآن الهلال يتصدر مجموعته، والهلال يلعب على كل الجبهات وكل الألقاب والبطولات، لكن يبقى وبكل صراحة أن فوزه باللقب الآسيوي أمر عادي وأقل من عادي بالنسبة للهلالي، لكن إن فعلها الهلال وخطف الدوري من العنيد العميد الاتحاد، فهذه هي المعجزة التي إن حصلت فإنها لا تحصل إلا للهلال. الشباب السعودي كذلك يتصدر مجموعته، ومنذ الموسم الماضي وأنا أقول وأحلل أن الفريق الشبابي هو الأقوى في الأندية السعودية، وأن هذا الفريق يمتلك كل ما يلزم لكي يكتسح الجميع، كل ما يحتاجه الشباب هو أن يعرف كم هو قوي، ويلعب بكل ثقة بأنه الفريق الأقوى، وبالتالي فإنني أتوقع للشباب أن يمضي بعيدًا في دوري أبطال آسيا، ولعل خروجهم من منافسة الدوري، تعطيهم الحوافز الدافعة لكي يحققوا شيئاً لم يسبق لهم تحقيقه من قبل. أما الفيصلي الرائع، فهو بحد ذاته أعجوبة الدوري الأول من المجموعات، تصدره، فوزه على السد القطري بطريقة دراماتيكية، كل المحبة والاحترام والتقدير للفيصلي السعودي الجميل، لكنه في الدوري يعتبر من فرق الوسط، أما في آسيا فهو المتصدر، وهذه هي الرسالة التي أتمنى أن تصبح واقعاً، أن تكون فريقاً متوسطًا في الدوري السعودي فأنت مؤهل لكي تنافس على اللقب الآسيوي، ولكن حين تكون من الكبار الأربعة المنافسين على الدوري، فأنت بحد ذاتك بطولة لآسيا. دوري الأبطال أنهى مرحلة المجموعات الذهاب، والإياب له حساباته وله مواجهاته، وبكل اطمئنان فإننا نتوقع تأهل الهلال والشباب والفيصلي للدوري الثاني، الهلال يفرق عن الشباب والفيصلي وكل الأندية المشاركة في البطولة، أن الجميع يسعى للفوز بالبطولة، إلا الهلال فإن البطولة نفسها من تسعى إليه، لا يمكن المرور على نتائج الهلال بعين الحياد أو التحليل البسيط، لأنك تعلم جيداً أن الهلال اليوم هو الأقوى والأفضل والأقدر على تحقيق كل شيء. أكثر ما يعجبني في نادي الاتحاد، ورغم السنوات السابقة التي عانى وواجه فيها العميد خطر الهبوط وتردي النتائج وضعف الأداء، لكنه هذا الموسم متصدر الدوري والأفضل والأقوى، ورغم فارق الأرقام النقطية بين الاتحاد والهلال الملاحق، إلا أن عموم جماهير وإدارة وإعلام الاتحاد ما زال يبقي على ثقته بأنه ينافس الزعيم الآسيوي الهلال، وبنفس الوقت فإن عموم جماهير وإعلام الهلال باركوا للاتحاد مبكراً، وهذه هي روح الكبار وبنفس الوقت لعب الكبار، خاصة حين تصل الأمور إلى عوامل الضغط النفسي. نحن الآن نضرب موعدين مع الهلال، الأول تحقيقه للقب الآسيوي للمرة الثانية على التوالي، والثاني فوزه بلقب دوري الأمير محمد بن سلمان، والذي إن حصل ليس هو فقط تأكيداً جديداً على أن كرة القدم مستديرة لا تعرف الكبير، بل تأكيداً على أن المنافسة مع الهلال دائماً صعبة وممتعة بالوقت نفسه. د. طلال الحربي - الرياض