حيث ملتقى الثقافات ومفترق الحضارات القديمة الحاضنة للكثير من الديانات، تأتي الهند التي تشتهر بأنها موطن أكثر حضارات العالم قدماً، وتتمتع بتنوع سكاني ولغوي وثقافي واسع جداً، يأتي الدين الإسلامي الذي يعد ثاني أكبر ديانة في الهند، ويعتنقه حوالي ربع السكان فأكثر من السكان المسلمين على أراضيها، الذين يستقبلون شهر رمضان بخصوصيته المقدسة لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم، ففي الهند الدولة التي تقع في جنوب آسيا وتضم عدداً كبيراً من المسلمين (حوالي 195 مليون مسلم)، من تعداد السكان البالغ عددهم 1.38 مليار نسمة تقريباً، وتشتهر بأجوائها الرمضانية المختلفة مقارنة بباقي الدول المسلمة الأخرى، نظرًا للثراء التاريخي والثقافي الذي يميز الهند بسبب التمازج على أرضها، فهي تتميز أولا بتنوع المعتقدات والممارسات الدينية تحت سقف بلد واحد، وأما من حيث الدين الإسلامي فيتميز بخصوصية الجانب الاجتماعي فللصوم قدر كبير، حيث إن أبناء بلادها يدفنون أشواك المشاجرات والخصومات بل تصل إلى أنهم يحاولون اجتناب أي إشكالية تقع بين بعضهم البعض والتعامل بالحسنى، ويسعون خلال هذا الشهر أن يبادروا متجانسين بعلاقاتهم التي تنشأ من الود والاحترام فيما بينهم تقديساً إلى نظرتهم، والتي يتراوح عددها إلى 28 من اللغات المحلية المتنوعة وتتوزع على ولايات الهند ال22، فيما يقدر عدد اللهجات واللغات المحلية بنحو أربع مئة لغة للتواصل. طقوس أسرية هندية تأتي الهند في المرتبة الثانية مباشرة من حيث عدد المسلمين في العالم، فلابد في البداية أن ينظر إلى عدد المسلمين الهنود بأنهم وإن كانُ سكانها يزيدون عن المليار مواطن هندي، إلا أن الإسلام يحتل المرتبة الثانية في ترتيب ديانات دولة الهند، ويأتي بعد الديانة الهندوسية المشهورة في الهند مباشرة، ومن أبرز الطقوس الرمضانية المميزة في الهند، هو تجمع سكان كل حي في المسجد على طعام الإفطار، حيث تعتبر فكرة التجمع العائلي الكبير للعائلة المسلمة الواحدة في المساجد الشهيرة في الأحياء أمراً في غاية الأهمية، حيث يُحْضِرُ كل فرد ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، ويشترك الجميع في تناول طعام الإفطار على تلك المائدة الجماعية في المسجد بشكل يومي، فمن السائد في الهند طوال شهر رمضان أن ينظر إلى تكافؤ المجتمع من الصغار والكبار قبيل أذان المغرب يحملون على رؤوسهم الأطباق متجهين بها نحو المساجد بانتظار وقت الاذان. كما أن من الطقوس الشهيرة هو تعريف يوم «الجمعة الأخيرة» من رمضان في الهند، باسم «جمعة الوداع» ويعتبر المسلمون هذه الجمعة مناسبة عظيمة للاجتماع والالتقاء ببعضهم البعض، فتشهد المساجد حشوداً غفيرة من المصلين من جميع الأعمار، ولأجل هذا الاجتماع تغسل الشوارع والساحات المجاورة ويتم تجهيزها في اليوم الأخير من رمضان المساجد وتجهز للوداع الأخير، ويمنع مرور الناس في تلك الشوارع والساحات المحيطة بالمساجد، ويبقى هذا الحظر ساري المفعول إلى آخر ساعات اليوم الأخير منه.