لقد أزعج العالم حادث الطفل المغربي الذي وقع في البئر، كانت العيون تراقب هذه الحادثة، وكانت الألسنة تدعو وتضرع إلى الله أن يعيده إلى أهله سالمًا، ولكن الله اختار له ما هو خير له وأبقى، فنقله من دار الأكدار والفناء إلى دار الصفاء والخلود ليتبوأ منها مقامًا عليًّا. وصل الخبر كالصاعقة على مستخدمي مواقع التواصل، ممن أملوا في نجاة الصغير حتى اللحظة الأخيرة، وتوالت الدعوات بالصبر والسلوى لأسرة الراحل التي ضجت المواقع بصور بكائها على صغيرها، وتداول مغردون صوراً ورسوماً للصبي الصغير يطير فيها محلقاً نحو السماء بعلم بلاده. وجاء التعازي من مسؤولين وسفارات وأندية رياضية حول العالم، فانتشرت الهاشتاغات والحملات التي تعلن تضامنها مع حملات الإنقاذ وتطلب الدعاء للطفل بالخير والفرج عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المختلفة. سقط ريان البالغ من العمر خمس سنوات في بئر عمقها أكثر من 30 متراً شمالي البلاد قبل خمسة أيام، وبعد محاولة شهدت جهودا كبيرة لإنقاذه، وأثار نبأ وفاته صدمة كبيرة لدى روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين ظلوا على مدى أيام يتابعون عن كثب سير العملية آملين في نجاته. على الرغم من جهود جبارة بذلتها فرق الإغاثة وتابعها العالم بأسره، مات الطفل الصغير ولكن أحيا القيم الإنسانية النبيلة، مات ريان ولكن وحد العالم، سيبقى اسمه خالدا على مر الزمن؛ لأنه استطاع أن يجمع القلوب والعقول، مات ريان ليراقب صدى رسالته من السماء، لقد أيقظ فينا قيم الإنسانية المشتركة، كما أحيا فينا روحا ظننا يوما أنها ماتت أو تبلّدت وأننا أصبحنا بلا روح ولا قيم ولا شعور.