بعد خسارة منتخبنا أمام اليابان يوم الثلاثاء، كنا على ثقة أن منتخب سلطنة عمان سيقدم لنا هدية أمام أستراليا، والهدية كانت ستكون أكبر بالفوز على أستراليا، لكنها كانت جميلة جداً بالتعادل، هذا التعادل خفف من الضغط على منتخبنا من حيث الملاحقين له على الصدارة، وهنا باختصار فان منتخبنا بنسبة 99.99 % سيتأهل إما أول أو ثاني مجموعة، والصورة واضحة جلية، كنا نتمناها تأهلاً من بوابة اليابان، لكن البوابة الأكبر هي الآن الصين، الفوز على الصين قولاً واحداً يعني التأهل إلى الدوحة 2022، بغض النظر عن أي نتائج أخرى لبقية الفرق، وهذا يعني أن الأداء الرائع والمستوى المتميز الذي قدمه منتخبنا في مرحلة الذهاب ونصف الإياب، قد أتى ثماره بالتحمل لجولة قادمة بعد أول خسارة نتلقاها وأمام اليابان. بالعودة على مباراة اليابان، ولنكن واقعين وليس متشائمين، فإن منتخبنا لم يظهر بالشكل المطلوب منه، حقيقة هذه النسخة من أداء منتخبنا غير مقبولة أبداً، رغم أن المنتخب لم يكن بتشكيلته الكاملة المعتادة، رغم كل الضغوطات التي عليه، لكن من غير المعقول أن يظهر المنتخب بصورة عشوائية، اللعب الفردي دون وجود خطة واضحة نلعب بها، لم نعرف هل منتخبنا يلعب بشكل دفاعي مطلق، أم كان يريد الهجوم الكاسح، البداية المتواضعة والهدوء غير المقبول لأنه كان هدوءًا أكثر من اللازم، ورغم ما حصل من سيطرة لمنتخبنا مع مطلع الشوط الثاني، وبالتحديد بعد الهدف الياباني الثاني، إلا أنها سيطرة خادعة، لأن المنتخب الياباني هو من سمح بهذه السيطرة لنا، لأنه تقريباً حقق هدفين، وبنفس الوقت كان واضحاً جلياً أن منتخبنا لن يستطيع التسجيل، حتى لو كانت أشواطاً إضافية. غياب سلمان الفرج كان له تأثيره الكبير، عدم وجود رأس حربة صريح كان أيضاً له التأثير السلبي في عدم قدرتنا على التسجيل، اللعب الفردي ومحاولة سالم إحداث الفارق، وبعد نزول هتان، وتقدم كنو لحدود منطقة جزاء اليابان، نعم كل هذا يشعرنا أننا نمتلك فريقاً قوياً ومتميزاً، ولكن غياب الخطة الواضحة من المدرب هي من جعلتنا نشعر أن منتخبنا لن يحقق التعادل، نعم لم يسبق لنا الفوز على اليابان في أرضهم، نعم هم لعبوا مباراة المصير، نعم هم فريق قوي ويتصاعد في القوة، لكن شكلنا كان غير مقبول أيضاً، لم يكن معقولاً أن نبدأ بالبحث السريع عن تحقيق التعادل، على حساب ترك الدفاع، لو حافظنا على دفاعنا حتى بعد تسجيل الهدف الأول الياباني، فإن اليابانيين لن يركنوا لهذا الهدف ويبدؤوا بالهجوم، وهنا نستغل هذا الأمر ونهاجم ولو بالمرتدة. على كل الأحوال، الدوحة ما زالت بواباتها مفتوحة لنا وتنتظرنا، والفرصة بيدنا لا بيد عمرو ولا زيد، بوابة الصين كبيرة، ونظرياً على الورق سهلة نوعياً، لا بد الآن من الجلوس مع المدرب، والاطلاع على خطته أمام الصين، لتكن لجنة وطنية من الخبراء والمسؤولين، نعم فرصنا بالتأهل قوية، خسارة أستراليا أمام اليابان تعني الكثير لنا، لكن نعيد ونقول، نمتلك الفرصة فلنحقق الانتصار والتأهل الثاني على التوالي إلى نهائي كأس العالم، وليس مجرد كأس عالم، فهو الأول في دولة عربية، وليست دولة عربية وفقط، بل جارة وشقيقة. د. طلال الحربي- الرياض