الوقوع في حرج أو مأزق طارئ أثناء تشغيل تطبيق توكلنا هو أمر وارد، يصادفنا بعض الأحيان ونحن في عجلة من أمرنا وفي حال استعدادنا للدخول إلى أي مرفق من المرافق التي يكون فيها ازدحام وحضور جماهري ويتطلب منا إبراز تطبيق توكلنا حتى يتسنى للمسؤول معرفة حالة الشخص الصحية من خلاله، المراكز الصحية مثلاً أو المدارس والجامعات أو المراكز التجارية أو حتى الدوائر الحكومية، يصادف في أثناء ذلك توقف التطبيق عن العمل على حين غرة، لما اعتراه من خلل وعطل على نحوى مفاجئ، باعثه انقطاع شبكة الإنترنت عن الجهاز من دون سابق إنذار، إما لنفاد الباقة المفعلة أو لانتهاء مدة الاشتراك فيها، وهو بالفعل ما حدث لي في مدخل أحد المرافق الحكومية التي تتطلب حضور المراجع أو المستفيد إليها شخصياً، ففي الوقت الذي كنت أتهيأ فيه للدخول إلى المنشأة الحكومية اكتشفت فجأة بأن ليس هناك ثمة شبكة نت على جهاز هاتفي المحمول، في الوقت الذي ينتظر مني رجل الأمن إبراز وتشغيل تطبيق توكلنا، فعلى الأرجح أني لن أتمكن من الدخول إلى هذه المنشأة أو إلى أي منشأة أخرى في حال لم تظهر حالة محصن في هذا التطبيق، عملاً بالقوانين والإجراءات الصحية وحسب الأنظمة المعمول بها في جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية، وبالتالي سوف تتعطل مصالحي ذلك اليوم لسبب بسيط، بالفعل هذا ما حصل، فعدت أدراجي وللأسف الشديد بعد محاولات متكررة معه لم يكتب لها النجاح تمنيت حينها أن لو تم توفير خدمة النت مجاناً في مثل هذه الأمكنة، ماذا لو أن شركات الاتصال عممت مجانية شبكة النت على جميع مداخل المرافق الحكومية مشاركة منها في تحمل جزء بسيط من المسؤولية الاجتماعية المتعددة الجوانب التي ينبغي أن تتحملها الشركات الكبرى، بل ماذا لو أن جميع الشركات الكبرى من دون استثناء قامت والتزمت بأداء جزء من مسؤوليتها الاجتماعية اتجاه أفراد المجتمع بصورة فعلية؟ بالمناسبة مصطلح "المسؤولية الاجتماعية" ورد لأول مرة في عام 1923م، ما يعني أنه مصطلح قديم بعض الشيء وذلك حين أشير إليه في التعريف على أنه الواجب الوطني الذي يفترض أن تقوم به أي مؤسسة أو شركة اتجاه المجتمع بالدرجة الأولى، فبقاء واستمرار هذه الشركات أو المؤسسات مشروط بأداء التزاماتها وباستيفائها مسؤوليتها الاجتماعية نحو هذا المجتمع، وذلك من خلال أدائها لوظائفها الاجتماعية المختلفة والمتعددة، بالإشارة إلى شركات الاتصالات فإن سوق الاتصالات في المملكة هي سوق واعدة تتمتع فيه الشركات بمميزات نوعية وفرص استثنائية، تحقق من خلاله أرباح وعوائد مجزية وربما خيالية في بعض الأحيان، هذا ما تظهره بوضوح القوائم المالية لتلك الشركات، من هذا المنطلق يرى الكثير من أفراد المجتمع أن الشركات والمؤسسات الكبرى التي تحقق تلك الأرقام الكبيرة من الإيرادات، لم تقم بدورها الاجتماعي كما ينبغي. وهناك مطالب ملحة بأن يكون لهذا الشركات أدوار مجتمعيه فعالة تشارك فيها بالتعاون مع جهات أخرى لها علاقة مباشرة باحتياجات المجتمع. إن توفير وتعميم شبكات النت في الدوائر الحكومية والمرافق العامة بشكل مجاني هو أحد تلك المطالب البسيطة والبسيطة جداً، فمع التمدد والتوسع في استخدام أدوات التقنية وسائل الاتصال أصبح من الصعب الاستغناء عن النت أينما كان الإنسان ولم يعد بالإمكان القيام بأداء المهام الأساسية التي تتطلبها ضرورات الحياة من دون أن يحمل الإنسان هاتفه المحمول في يديه، لقد أصبحت شبكات النت شرط أساسي في إتمام المهام الوظيفية والمتطلبات الخاصة اليومية خاصة مع التطبيقات والمواقع الإلكترونية الحيوية المرتبطة بإرسال رمز التحقق وكلمات المرور، ولا سيما أنه بات في حكم المؤكد بأن تطبيق توكلنا (وهو أحد أهم التطبيقات السعودية الحيوية) سوف يستمر استخدامه وسيتعذر الانفكاك عنه حتى بعد أن تنقشع عنا الغمة بإذن الله في القريب العاجل، بعد أن اتضحت لنا فائدته العظيمة في العديد من مجالات الحياة، وهذه التطبيقات لا يمكن أن تعمل من دون وجود الإنترنت، ولن تؤدي المهمة الخاصة بها إذا لم تتوفر إشارة النت، وفي أضيق الأحوال لن يستطيع المستفيد الدخول إلى الدوائر الحكومية. تطبيق توكلنا