قال بريت ماكغورك، منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مجلس الأمن القومي الأميركي، الخميس، أن العلاقة بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، تاريخية، وسوف تستمر دائماً. وفي ندوة أقامها معهد "كارنيغي" الأميركي، قال ماكغورك، أن دعم القدرات الدفاعية السعودية يبقى دائماً في صلب أولويات واشنطن، لافتاً الى أن السعودية كانت دائماً الطرف المستعد لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تفاهمات سياسية في اليمن. وأوضح ماكغورك قائلاً "على مدار السنوات السبعة الماضية، ومنذ أيام مارتن غريفيث، كانت السعودية الطرف الإيجابي في تفاعله مع مبادرات الأممالمتحدة وكان الرد الحوثي دائماً باستهداف مأرب أو مناطق مدنية في السعودية". مضيفاً، الحوثي يستهدف مدينة مأرب التي تأوي ملايين اللاجئين الهاربين من مناطق سيطرة الحوثي، كما يستهدف مناطق مدنية في المملكة العربية السعودية، وهو الأمر الذي أكّدته باستمرار تقارير الأممالمتحدة. وأردف، وقف إطلاق النار في اليمن يتطلّب التزام من الطرفين، والحوثي يرفض ذلك، وهذا ما أوضحه الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي. وعن استراتيجية ادارة بايدن في الشرق الأوسط، قال ماكغورك، "لن تسمعوا من هذه الادارة وعود أو أهداف كبرى لا أسس واقعية لها، أما اهتمامنا في المنطقة فغير قابل للتراجع أبداً، وأولويتنا اليوم هي ألا يكون هناك المزيد من الدول المنهارة في الشرق الأوسط، حيث يخلق انهيار دول المنطقة فراغ تملؤه الجماعات الارهابية التي تأتي إلينا لاستهدافنا في الأراضي الأميركية لاحقاً." وتابع، هذه المنطقة التي تضم مضيق باب المندب، وقناة السويس، ومضيق هرمز، وتؤثّر في العالم برمته، ونتذكّر كيف أدّى جنوح سفينة في قناة السويس العام الماضي إلى توقّف الاقتصاد العالمي عن العمل لمدة أسبوعين. واعتبر ماكغورك، تشعّب أهداف الإدارات الأميركية السابقة في الشرق الأوسط، سبباً من أسباب تشتيت الجهود والفشل في تحقيق أي من الأهداف الأساسية. ورداً على سؤاله حول أكثر ملف يؤرّقه في الشرق الأوسط قال ماكغورك، "مهمّتنا هي أن نجعل خصومنا لا ينامون الليل، ولكن امتلاك إيران لسلاح نووي هو موضوع يستحق القلق إلا أنه لن يحدث أبداً، ونثق بقدرتنا على منعه عبر الطرق الدبلوماسية." وعن محادثات "فيينا" للتوصّل الى اتفاق مع ايران، قال ماكغورك، أن أول لقاء في فيينا مع ممثلي حكومة "رئيسي" كان باعثاً للياًس، حيث تراجع مبعوث ابراهيم رئيسي عن كل ما كانت دول مجموعة 5+1 قد توصّلت له خلال الصيف الماضي مع ممثلي حكومة "روحاني"، إلا أن المواقف الأوروبية والأميركية والروسية الموحدة الرافضة للطرح الإيراني، جعلت إيران تأتي ببعض التنازلات خلال الأسابيع اللاحقة. وتحدّث ماكغورك عن أهمية العلاقة الأميركية مع دول المنطقة وخاصة دول الخليج و مصر وإسرائيل، حيث قال "مصر مثلاً تلعب أدواراً محورية في عدة ملفات، حيث لعبت دوراً قيادياً في وقف الحرب الاخيرة في غزة، وهي لاعب مهم لارساء الاستقرار في القرن الأفريقي، وهذه علاقات لا يمكننا التخلي عنها". وعن دور الصين في الشرق الأوسط، قال ماكغورك، دول المنطقة هي التي تختار أن تكون شريك أمني للولايات المتحدة دون سواها، وأضاف، لا مانع لدينا أبداً من وجود علاقات تجارية بين شركائنا والصين، وهو أمر موجود، ولكن نتحدث الى الشركاء حين يتعلّق الأمر ببعض التعاملات التكنولوجية والعسكرية. أما عن روسيا، قال ماكغورك، الأمر مع روسيا مختلف، ورغم الخلافات الكثيرة في وجهات النظر فيما بيننا، نحاول أن نعمل مع روسيا على ملفات الشرق الأوسط، حيث عملنا معاً على الملف السوري، وذكّر ماكغورك بأن روسيا كانت شريك دائم موجود في سورية منذ أيام الحرب الباردة، وتدخّلها في الحرب السورية ليس بالأمر المفاجئ أو الجديد. وسورياً، قال ماكغورك، أنّ ادارة بايدن ترفض التطبيع مع الأسد سراً وعلانيةً، الا أنها لا تتدخل اذا قررت دول جارة لسورية مثل الأردن التعامل مع دمشق لإرساء الأمن على الحدود السورية - الأردنية. وأضاف، الهدف الأساسي لتواجد قواتنا في سورية هو مواجهة تنظيم القاعدة، حيث أثبت هجوم "سجن الحسكة" الأخير بأن تنظيم "داعش" لا يزال موجود ويشكل خطراً جدياً. وأكّد ماكغورك على دعم واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها عبر استهداف ميليشيات الحرس الثوري الإيراني المتواجدة في سورية، لافتاً الى أن نشاط هذه الميليشيات بدأ يتسبب بانزعاج وقلق لدمشق وموسكو.